متحف اللوفر في أبوظبي يفتح أبوابه في 2012

رغم حركة معارضة اتهمت الحكومة ببيع التراث الفرنسي

TT

وافقت أبو ظبي يوم امس الأول على دفع مبلغ 520 مليون دولار لإضافة اسم اللوفر الى متحف تأمل افتتاحه عام 2012، على ان تدفع مبلغ 747 مليون دولار اضافية لفرنسا لقاء استئجار أعمال فنية ومعارض خاصة واستشارات إدارية. وظل الجدل حول متحف لوفر ابو ظبي دائرا في فرنسا على مدى الشهور الثلاثة السابقة، إذ اتهم البعض الحكومة الفرنسية بـ«بيع» المعارض الفنية. إلا ان تفاصيل هذه الصفقة التي تقدر قيمتها بحوالي 1.3 مليار دولار لم يكشف النقاب عنها إلا في الآونة الاخيرة. بالنسبة لأبو ظبي تعتبر هذه الصفقة خطوة مهمة في إطار خطتها لتشييد مجمع سياحي وثقافي بقيمة 27 مليار دولار على جزيرة السعديات. ويضم هذا المجمع معرضا بحريا ومركزا لفنون الأداء بالإضافة الى لوفر أبو ظبي. اما بالنسبة لفرنسا، فإن الاتفاقية تعتبر مؤشرا على نية باريس استغلال ثقافتها لتحقيق أغراض سياسية واقتصادية. إلا ان ذلك عاد بفائدة ايضا على فرنسا، إذ تقدمت الامارات العربية المتحدة بطلب لشراء 40 طائرة من طراز «ايرباص» و380 طائرة صغيرة واشترت عتادا عسكريا بقيمة 10.4 مليار دولار من فرنسا خلال فترة السنوات العشر السابقة. وكان وزير الثقافة الفرنسي قد قال ان المشروع «سيمنح الاعمال الفنية الفرنسية الفرصة لتنير ارجاء المعمورة».

جرى توقيع الاتفاقية يوم الثلاثاء في أبو ظبي بواسطة وزير الثقافة الفرنسي، رينو دونيدو، دوفابري، ورئيس إدارة السياحة في أبو ظبي، الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان. حضر مراسم التوقيع هنري لويريت، رئيس متحف اللوفر، بالإضافة الى عدد من كبار مسؤولي المتحف. ومن المتوقع ان يكلف تشييد لوفر أبو ظبي، الذي صممه المعماري الفرنسي جان نوفيل على مساحة 260000 قدم مربع يغطيه سقف دائري، حوالي 108 ملايين دولار، ومن المقرر ان يضم المجمع أعمالا فنية من كل الحقب والمناطق، بما في ذلك الفنون الاسلامية. ستشرف على المشروع وكالة دولية جديدة للمتاحف الفرنسية تضم متحف اورساي ومركز جورج بومبيدو وقصر فيرساي بالاضافة لمتحف اللوفر.

تأجير اسم اللوفر سيظل القضية المثيرة للاهتمام، وهي المسألة التي أثارت غضب كثير من الفرنسيين، بمن في ذلك 4700 شخص وقعوا على عريضة على شبكة الانترنت رفضوا فيها الاتفاق. وقال ديديه رايكنر مدير موقع «تريبون دى لارت» الانترنتي وكاتب العريضة لصحيفة التايمز اللندنية «لقد خسرنا معركة ولكننا سنستمر في المقاومة». وتشمل معارك رايكنر المقاومة لـ«بيع المتاحف الفرنسية» معارضة إقامة متحف في شانغهاي يشرف عليه مركز بومبيدو للفن الحديث، وانشاء فرع لمتحف رودان في البرازيل.

إلا ان أبو ظبي ترغب بشدة في اسم اللوفر بغرض إضفاء هيبة على مشروعها الطموح في جزيرة السعديات. جدير بالذكر ان المجمع المزمع افتتاحه عام 2012 سيحمل اسم الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الذي توفي عام 2004. وستمول أبو ظبي مركز بحوث في فرنسا يعنى بمجال الفنون وستتكفل بتكاليف الصيانة لمسرح «شاتو دو فونتينبلو» وسيحمل اسم الرئيس الحالي لدولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. إلا ان إطلاق أسماء جهات او شخصيات متبرعة اجنبية على مؤسسات ثقافية تابعة للحكومة سيثير دهشة البعض في فرنسا، إذ رفض متحف اللوفر في السابق عروضا لمساعدات مالية من متبرعين طلبوا ان تسمى المعارض الفنية بأسمائهم مقابل التبرع. وبصورة عامة حققت فرنسا ارباحا معقولة من هذه الصفقة. إذ سيحصل الجانب الفرنسي على 247 مليون دولار مقابل عرض 200 او 300 عمل فني في لوفر أبو ظبي خلال فترة 10 سنوات، كما سيحصل الجانب الفرنسي ايضا على مبلغ 214.5 مليون دولار على مدى 20 عاما لقاء الاستشارات والخبرات الإدارية التي تقدمها وكالة المتاحف الجديدة، فضلا عن اربعة معارض مؤقتة سنويا لمدة 15 سنة مقابل 253.5 مليون دولار. ونفى مبارك المهيري، نائب رئيس إدارة السياحة، الشائعات التي دارت حول رفض المتحف الجديد لبعض الأعمال الفنية الفرنسية مؤكدا انه لا توجد أي قيود وان الجانبين سيتفقان على ما سيجري عرضه. وأعرب عن امله في ان يفتتح لوفر أبو ظبي في او قبل 2012. وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد وصف الاتفاق مع الجانب الفرنسي بأنه سيعزز دور ابو ظبي كمركز لتواصل ثقافات العالم، فيما قرئت خلال مراسم التوقع رسالة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك قال فيها ان الاتفاق «عزز الشراكة مع أكثر المتاحف شهرة في العالم وأبرزها من ناحية إقبال الزوار عليه».

* خدمة «نيويورك تايمز»