النوادي الصحية في السعودية.. عيادات نفسية

بطاقات الاشتراك فيها تنافس البطاقات الائتمانية

TT

زاحمت بطاقات الاشتراك في الأندية الصحية بطاقة الهوية والبطاقة الائتمانية داخل محافظ السعوديات. وتصنف هذه البطاقات حسب مستوى الاشتراك ومدته والخدمات التي يشملها إلى بطاقات فضية وأخرى ذهبية تروج لها الأندية الصحية الراقية كوسيلة نشطة لجذب العميلات، إلى جانب العروض والامتيازات الخاصة التي تكثف بتقديمها خلال الإجازات السنوية ونصف السنوية.

وفي حين تحرص السيدات ذوات الوزن الزائد على اتباع كافة طرق إنقاص الوزن بما فيها ممارسة الرياضة، تهتم فئة أخرى بالاشتراك في الأندية الصحية لقتل وقت الفراغ والتعرف على صديقات جديدات، أو ربما هي «موضة»، كما ترى البندري السبيعي، مضيفة «الكثيرات لسن بحاجة لممارسة التمارين ولا يحرصن أصلا على الرياضة، لكن الموضوع أصبح موضة، فمن القليل الآن أن توجد فتاة ليست عضوا في أي ناد صحي، ولو من باب التسلية، وأنا سأجدد اشتراكي في النادي لحين أجد فرصة عمل جيدة أستثمر فيها وقتي».

إلا أن لربات البيوت أسباباً أخرى مختلفة تدفعهن للمشاركة في حمى الأندية الصحية، تسردها أم ثامر بالقول «هذه الأندية توفر لنا الوقت الكافي لممارسة الرياضة مع مدربات مختصات بعيداً عن مشاغل البيت والأولاد، وهي وسيلة جيدة للتعارف بين النساء وقتل وقت الفراغ». وبينما تبدو فكرة الاشتراك في الأندية الصحية «مسلية» للفتيات، تتحول لدى السيدات المتزوجات إلى فرصة للفضفضة والنقاش حول شؤون البيت ومشاكل الزوج والأبناء، عبر الجلسات الخاصة التي تفرزها التجمعات النسائية داخل هذه الأندية، والتي تعكس الرغبة في التنفيس من خلال سرد القصص الخاصة والمشاكل اليومية التي تسعى صاحباتها لقتلها عبر ممارسة الرياضة الشاقة، حسبما يعتقدن. من جانبها، ترى الدكتورة حصة السهلي، استشارية نفسية وعضو هيئة التدريس بكلية التربية بجدة، ضرورة الاهتمام بالتمارين الرياضية وعلاقتها المباشرة بالحالة النفسية، قائلة «ممارسة الرياضة، وبالذات المشي، دافع لإفراز هرمونات تعمل على تهدئة الجسم، والتي تكون بمثابة المواد المخفضة للألم، وطبعاً الحديث هنا عن التمارين الرياضية الخفيفة وليست الشاقة، لاستنفاد الطاقة الجسدية بشكل ايجابي». وتضيف «ننصح دائماً بممارسة رياضة المشي والحرص على جلسات الاسترخاء، لأن الاسترخاء مفيد جداً في طرد الشعور بالتوتر، حتى تكون الحالة النفسية أفضل وأنشط».

وحول حجم الضغوط النفسية التي تواجهها المرأة السعودية، تقول «لا توجد دراسة واضحة تحدد نسبة الاكتئاب بين السعوديات مقارنة ببقية نساء دول العالم، لكن قد يكون ريتم الحياة والروتين اليومي أحد الأسباب الرئيسية لظهور هذه الضغوط النفسية».

وبينما تبحث غالبية السعوديات عن الأندية الصحية ذات السمعة الجيدة، تجذب البعض الآخر الأندية الفخمة المعروفة بارتفاع تكلفة اشتراكاتها، والملحقة عادة بفنادق الخمسة نجوم والمستشفيات الراقية، والتي تفضل أن يكون الاشتراك فيها سنوياً بدلاً من الاشتراك الشهري، حيث يبدأ عادة من 8 آلاف ريال للسنة وتتضاعف القيمة لمبالغ كبيرة في حال ضم النادي أجهزة باهظة الثمن أو مدربات حائزات مجموعة من الميداليات الرياضية، وعادة ما تتكون هذه الأندية من صالة ألعاب مجهزة بكامل المعدات، وصالة أخرى للمشي والتمارين، ومسبح ضخم، وغرف منفردة للملابس والساونا والبخار والمساج، وجاكوزي، وملاعب تنس وطاولة، إلى جانب توفير المأكولات الصحية «الدايت»، فيما تعمل بعض الأندية على تقديم دروس خاصة لمعظم الرياضات من يوغا وكاراتيه وايروبيك على أيدي مدربات متمرسات.

وأشار الاقتصاديون الى انتشار صناعة الأندية الصحية والبدنية خلال العام الحالي بنحو ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط، نظراً لزيادة عدد المقيمين والسياح الراغبين في الاستفادة من التسهيلات الصحية والبدنية المتوافرة، مع إدراك المجتمع بأهمية تخصيص بعض الوقت للاسترخاء وأخذ قسط من الراحة والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية وأعبائها.

وفي إطار تفعيل الطلب الكبير لصناعة الأندية الصحية في دول الخليج، يعقد المعرض التجاري العالمي لصناعة الصحة واللياقة البدنية في مدينة دبي خلال الفترة من 20-22 مايو (ايار) المقبل، لبحث سبل التطوير والارتقاء بهذه الصناعة العالمية.