مشروع عربي إسلامي لاستثمار الفضاء اقتصاديا

بتكلفة 8 مليارات ريال ويطمح لجذب العلماء العرب المهاجرين

TT

تبدو إدارة الأبحاث المتعلقة بعلم الفلك والأجرام الفضائية عبر مركز متخصص من قلب الجزيرة العربية، فكرة غريبة، لكنها صممت حديثاً عبر مشروع بحثي متكامل حمل اسم (مركز الفضاء العربي الإسلامي)، ليسد فجوة قائمة في عدم وجود مركز فضائي في الدول العربية والإسلامية يلبي حاجة العلماء والمهندسين والمختصين في مجالات الفضاء كأول تصميم عربي لمركز فضائي من إعداد مهندس معماري. قدرت تكلفته الإجمالية بنحو 8 مليارات ريال (2.13 مليار دولار) واختير ليقع بمحاذاة شاطئ البحر الأحمر (غرب السعودية). وكشف لـ«الشرق الأوسط» مصمم المشروع المهندس المعماري عبد الله بن علي الشهري، مراحل إعداد دراسته قائلا: «اعتمدت على الدراسات الوصفية كمسح يجمع البيانات التاريخية والثقافية والبيئية والمعمارية عن كل ما له علاقة بالمشروع من الكتب والدوريات وشبكة الانترنت، وتم التركيز على الاتصالات عبر البريد الإلكتروني بوكالات الفضاء العالمية ومواقع مراكز الفضاء على شبكة الانترنت، لعدم توفر المصادر والمراجع عن المراكز الفضائية إلا النادر القليل، ومن ثم تم استخلاص النتائج منها».

هذا المشروع العلمي يضم مرافق ومباني إدارية وعلمية ومختبرات ومراصد ومعارض ومنصات إطلاق، ويشتمل على ثلاث مناطق رئيسية هي: منطقة مباني المركز الفضائي والمنطقة السكنية ومنطقة العمليات الأرضية. ويختص المركز بإجراء الأبحاث والدراسات والتجارب، والاكتشافات الفضائية، والقيام بالرحلات الفضائية بشتى مجالاتها، لدعم سبل تطوير المنتجات، في الأغراض الطبية والصناعية والتجارية والمعدنية والمناخية.

وأرجع مصمم مركز الفضاء العربي الإسلامي سبب نشوء الحاجة لهذا المشروع، إلى عدم وجود مركز فضائي في الدول العربية والإسلامية يلبي حاجة العلماء والمهندسين والمختصين في مجالات الفضاء لإجراء الدراسات والأبحاث والتجارب الفضائية، وللتمكن من القيام بالرحلات الفضائية لأغراض علمية أو استكشافية أو تجارية في مجالات الطب والاتصالات والصناعات الفضائية والاستفادة من العائد الاقتصادي لها، بالإضافة إلى توفير النفقات التي تصرف على الأبحاث والتجارب الفضائية وإطلاق الأقمار الصناعية، مع الاعتماد على كون المركز سيمثل وسيلة جذب للعلماء العرب والمسلمين المقيمين في الخارج للاستفادة من عطاءاتهم العلمية والتقنية.

ويهدف المشروع لإيجاد مقر علمي لأبحاث الفلك والفضاء، ومركز للمراقبة الفضائية والتحكم، ومرصد للظواهر الكونية والمجرات والكواكب والتغيرات الجوية والملاحة، ومركز اجتماعي لتثقيف المجتمع العربي والإسلامي بعلوم الفضاء، ومنشأة علمية تقنية لصناعة الأقمار الصناعية والقيام بالرحلات الفضائية العلمية، ومركز استثماري واقتصادي في مجالات المعروضات والمشاهدة والزيارات والأبحاث والدراسات الاستشارية الفضائية، لتطبيق التقنية المتقدمة في مجالات عدة (كالدراسات البيئية والاكتشافات الصناعية والاتصالات وتقنيات الرصد والمراقبة للأرض والفلك والأغراض العسكرية).

يضاف إلى ذلك دور المشروع المهم في قطاع الأمن والسلامة، حيث يعتبر مركز الفضاء العربي الإسلامي منطقة ذات خصوصية أمنية حساسة ومؤثرة في الأمن الوطني والقومي، إلى جانب كونه مركز جذب عالميا للدور والانجازات العلمية، ومركز جذب جماهيريا للزيارات والاطلاع على منجزاته، مما يجعله وسيلة لتنمية المنطقة وتطويرها وجعلها متكاملة البنى التحتية ومهيأة لأن تكون منطقة حضارية بارزة.

وأوضح القائم على دراسة المشروع الاعتبارات التصميمية التي ينبغي اتباعها في عملية تصميم المركز، بقوله: «يجب أن يكون المشروع ذا طابع يكسبه تميزاً وشخصية واضحة باستخدام مواد بناء حديثة ومتناسقة، وكساء واجهات المباني بصفائح الألمنيوم المصقول، وأن يتميز تصميمه العمراني بالانسجام مع بيئة موقع المشروع ليصبح بيئة عمرانية متميزة، بالإضافة إلى وجود عناصر تضفي إليه الدور الاجتماعي والترفيهي بجعله يضم في جنباته مناطق ترفيهية بحرية، تكون نقطة جذب كبيرة للزائرين للمركز».

يذكر ان هناك بعض الأمثلة المشابهة لتصميم المركز الذي قدمه المهندس الشهري كمشروع تخرج من كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود، حيث استعان بدراستها لتحقيق المواصفات والخصائص التي تتوفر في أقسامها وما يحيط بها من ظروف ومتغيرات، مثل: مركز كنيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية، ومركزي جونسون الفضائي وقودارد بالولايات المتحدة الأميركية، ومركز توسكوبا الفضائي في اليابان.