فنانون ومثقفون عراقيون يناقشون تراجع فن النحت

نداء كاظم ينجز 7 تماثيل للجواهري لتوضع على ضفاف نهر دجلة

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: ناقش عدد من المثقفين والفنانين العراقيين على طاولة مستديرة في ندوة نظمتها مؤسسة «المدى» للثقافة والفنون والاعلام الواقع الحالي لفن النحت الذي يمر بفترة ركود وتراجع.

ولم يشهد فن النحت منذ انطلاقة مدرسته الاولى عام 1956 على يد مجموعة في مقدمتها جواد سليم وخالد الرحال وخليل الورد فترة سبات مثل تلك التي يمر بها حاليا.

فقد نظم هؤلاء اول معرض لفن النحت في العراق خلال العام ذاته في نادي الصيد حيث قدم الرجال ثلاثة اعمال هي «العائلة العراقية« و«نساء في الحمام» و«البراق» بينما شارك سليم بعملين هما «الامومة» و«الفلاح العراقي».

وقال النحات نداء كاظم «بعد سبعينيات القرن الماضي بدأ انهيار فن النحت بسبب توظيفه من قبل السلطة لمصلحة الاعلام وليس لمصلحة القيم الفنية التشكيلية ما دفع بالعديد من التجارب الى الانحدار في هذا الاتجاه بعيدا عن المبادئ الحقيقية لهذا الفن».

واضاف «خلال تلك الفترة، سقط عدد من الفنانين في عبودية الفرد، فالنحات لم يعد يفكر في القيم الفنية بل انخرط في انجاز اعمال سريعة كان سقوطها سريعا ايضا في لعبة اعلامية».

ويستعد كاظم لانجاز سبعة تماثيل للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري بدعم واسع من جهات معينة لاتمام مشروعه الذي يشمل مراحل مختلفة من حياة هذا الشاعر. واكد كاظم «انجزت جميع التصاميم الاولية لجميع الاعمال وسيكون مشغل التنفيذ في اقليم كردستان، وحددنا مكانا اوليا لهذه التماثيل هو ضفاف نهر دجلة».

من جهته، رأى الفنان ليث فتاح الترك شقيق الفنان الراحل اسماعيل فتاح الترك ان «غياب المحترفات والمشاغل في العاصمة وباقي المدن ادى الى تراجع فن النحت وغياب ملامح مدرسته التي ارسى قواعدها الحقيقية الراحل جواد سليم». وتابع الترك ان «فراغ المشاغل الفنية والمحترفات اسفر عن انقطاع الفنانين عن اجواء الابداع والعمل الفني لمواصلة الانتاج المميز».

كما تسببت الظروف المادية الصعبة منذ مطلع التسعينات في عرقلة حلم الفنانين العراقيين من حيث توفير متطلبات اعمالهم التي يفترض ان يحصلوا عليها احيانا من بلدان اوروبية في مقدمتها ايطاليا.

تجدر الاشارة الى ان منهجية النظام السابق في توظيف جميع الوان الفنون التشكيلية لمصلحة برنامجه ساهمت في انتزاع قيم الجمال من الفنانين وجذبتهم الى اعمال تحاكي تلك المنهجية.

اما الصحافي والناقد جمال كريم فيرى ان «اهتمام الجهات الحكومية والمعنية الان في التجارب الفنية التي بدأت تتنفس الحرية سيؤدي الى عودة الروح الى هذا الفن وعودة جذوره».

وتابع كريم «نأمل ان تلفت هذه الندوة انظار المسؤولين لتقديم الدعم الفني والمادي للفنانين الشباب وتشجيعهم على انجاز اعمال فنية ابداعية تستند الى الموروث الحقيقي لفن النحت العراقي الاصيل». ويعد نصب الحرية في ساحة التحرير في قلب بغداد للراحل جواد سليم (1921 ـ 1961) من ابرز رموز فن النحت في العراق ويجسد الفترة التي سبقت وتلت ثورة 14 يوليو (تموز). يشار الى ان سليم ولد في انقرة لابوين عراقيين ودرس فن النحت في روما وباريس ولندن كما اسس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة.

وبدوره، فان الرحال (1928 ـ 1986) هو احد رموز فن النحت فقد اقام عدة معارض في دول اوروبية ومن اشهر اعماله نصب الجندي المجهول والام والطفل. اما الفنان محمد غني حكمت وهو من مواليد العام 1929 فمن اعماله نصب شهرزاد وشهريار وجارية علي بابا والاربعين حرامي.