السمك «المسكوف» مهدد بالانقراض في شارع أبي نؤاس

الغلق المستمر للشارع لأسباب أمنية يؤثر على الحياة العامة فيه

TT

قال قصي مهدي صاحب محل للسمك «المسكوف» (المشوي على الحطب) في شارع ابي نؤاس في العاصمة العراقية بغداد، ان الشارع لا يحتاج الى تعريف، فهو الاول في بغداد، لكنه بقي عبر حكومات متعاقبة مهملا. واضاف «ان شارع ابي نؤاس نحن الذين اوجدناه بعملنا، نحن نعمل في مصلحة المسكوف منذ 40 عاما، ولا نستطيع ترك المهنة». واوضح مهدي لـ«الشرق الاوسط»، انه يسمع ويقرأ الكثير من الاخبار في الصحف والتلفزيونات عن اعادة فتح الشارع ورفع الحواجز الكونكريتية عنه، الا انه لم يتحقق شيء من هذا القبيل، ولا يزال الشارع مغلقا منذ عام 2003، مبينا ان ثلاث حملات لاعمار الشارع جرت في الفترة الماضية، وقد فشل المقاولان الاول والثاني، واخذت امانة العاصمة الاعمار على عاتقها وحققت نتائج طيبة، خاصة في مجال الحدائق والمتنزهات والعاب الاطفال، الا ان العمل لم ينته بعد».

وكشف مهدي ان 24 محلا تجاريا لبيع السمك المسكوف انشئت من قبل امانة العاصمة في السبعينات من القرن الماضي، وتم تأجيرها من قبل المهتمين وذوي الخبرة في شوي الاسماك، وفق الطريقة العراقية، الا ان المحلات لم تطور وبقيت على حالها منذ ذلك التاريخ، حيث سقوفها من الصفائح المعدنية الباردة في الشتاء والحارة في الصيف. وتطالب فرق تفتيش وزارة الصحة بتغيير هذه المحلات، فيما تطالب امانة العاصمة بالحفاظ عليها، باعتبار ان ملكيتها تعود اليها.

وطالب مهدي بان تقوم امانة بغداد بتنظيم عقود لفترة 5 سنوات او 10 سنوات، وافساح المجال امام المتعاقد للقيام بعملية التطوير، بدلا من العقود الحالية والبالغة سنة واحدة، التي لا تسمح بمزيد من الاستثمار من قبل المؤجرين، الامر الذي يجعل تلك المحلات لا تتناسب ومراحل التطور الحاصلة في الشارع.

اما ابو وسام، وهو صاحب محل لبيع السمك المسكوف، ايضا، فيقول ان محله الوحيد يعمل حاليا من بين جميع المحلات، لان اغلبها تعرض للسرقة «ونجد صعوبة في ايصال الاسماك حية الى المطعم نتيجة الظروف الامنية، والتوقفات عند نقاط التفتيش والازدحام، الامر الذي قد يعرض الاسماك للموت وبالتالي تكون خسارتنا كبيرة، لان اغلب الزبائن يرغبون برؤية الاسماك الحية قبل شيها على الحطب. فضلا عن صعوبة الحصول على الاسماك المرغوبة من قبل الزبائن، وهنالك صعوبات اخرى تتمثل في ارتفاع الايجارات وسعي مديرية الضرائب لفرض ضرائب على عملنا المتوقف، اذ من بين 24 محلا في شارع ابي نؤاس هنالك محل واحد يعمل، كما ان البيع الذي كان يصل الى 70 سمكة يوميا سابقا، لا يتعدى 5 سمكات حاليا.

ويقول ابو وسام، ان الايام الماضية شهدت تحسنا في عمليات البيع وارتفع العدد الى 10 ـ 15 زبونا في اليوم الواحد، وهذا مؤشر على تحسن الحياة الطبيعية في بغداد. وذكر انه يعمل في مهنة السمك المسكوف منذ عام 1969، وقد تركها مرات عدة وزاول مهنة ميكانيكي سيارات وسائق سيارة اجرة، لكنه فضل الرجوع الى مهنته الاصلية، التي يعدها الاقرب الى نفسه.

واشار ابو وسام الى ان غلق الشارع من جهة جسر الجمهورية الى فندق بابل، وفتح ممر واحد للذهاب والاياب، يغلق هو الاخر في احيان كثيرة، وكذلك غلق الشارع من فندق بغداد باتجاه المركز الثقافي الفرنسي، تلك المنطقة التي يوجد فيها اكثر من 10 مطاعم للسمك المسكوف، كل هذا يعيق الحركة في الشارع، بل قد يجعلها معدومة، مما يسبب في ان تفقد مهنتنا الاهتمام والمتابعة.