أكبر مكتبة عائمة في العالم بدأت الرحلة كسفينة ركاب

زارت الإمارات وتخطط لزيارة السعودية

TT

كاوهسيونج ـ د.ب.أ: من جوانبها باهتة الألوان بفعل الدخان الأسود أبحرت «ام في دولاس» أقدم سفينة ركاب في العالم، واكبر مكتبة عائمة إلى ميناء كاوهسيونج لنشر والمعرفة بين سكان تايوان.

ولا تزال السفينة التي دخلت الخدمة قبل 93 عاما، والتي تحمل على متنها 500 ألف كتاب، و320 متطوعا من 54 بلدا تعمل بكل قوتها، برغم أنها ستخرج من الخدمة عام 2010.

وتستقبل السفينة منذ رسوها في ميناء كاوهسيونج في 10 مارس (آذار) الحالي نحو 10 آلاف زائر يوميا، يأتي أغلبهم بدافع الفضول فيما يأتي البعض لشراء الكتب.

هو يو منج، 23 عاما، الطالب في إحدى الكليات بجامعة كاوهسيونج مارين الوطنية جاء ليشتري بعض الكتب من المبني العائم.

وتشغل أرفف الكتب أحد سطحي السفينة. وتستأثر الكتب الصادرة بالانجليزية بنحو 90 في المائة من الكتب المعروضة.

شيدت «ام في دولاس» كسفينة شحن أطلق عليها اسم اس.اس. ميدينا في الولايات المتحدة عام 1914، بعد عامين اثنين من تشييد السفينة تايتانك.

وفي عام 1948 تحولت إلي سفينة ركاب أطلق عليها اسم روما وفي عام 1952 صارت باخرة تعمل على خط ملاحي منتظم تسمي «ذا فرانكا سي».

وفي عام 1977 اشترت مؤسسة «جود بوك فور اول» (جي بي ايه) الالمانية الخيرية السفينة، وغيرت اسمها الى «ام في دولوس» وهي كلمة يونانية معناها «الخادم».

ومنذ ذلك الحين، أرسلت مجموعة اوبريشن موبيليزيشن (أو ام) التبشيرية التابعة لها السفينة، إلى 104 بلدان «لنشر المعرفة وتقديم المساعدة وتوفير الامل» للسكان المحليين.

وتقوم (أو ام) بتجنيد الشبان المسيحيين من خلال مكاتبها المحلية، وتدريبهم للقيام بالخدمة على السفينة لمدة عامين. ويشترط في المتطوع أن يكون مسيحيا، ولا تقل سنه عن 18 عاما ويجيد الانجليزية، كما يتعين عليه أن يقدم تبرعا شهريا للسفينة. وتتفاوت قيمة التبرعات بحسب جنسية المتطوع. فالمتطوع التايواني عليه أن يدفع 20 ألف دولار تايواني (600 دولار أمريكي) شهريا.

ويأتي تمويل ثلث تكاليف تشغيل السفينة من عائد بيع الكتب والثلث الثاني من تبرعات المتطوعين والثلث الأخير من التبرعات العامة.

يقول جاك تشو، وهو متطوع من نيوزيلندا، كما انه مسؤول الإعلام في السفينة إن (أو ام) لم تصطدم مطلقا مع أي بلد. بل إنها على العكس، تلقت بعض ردود الفعل المثيرة من بعض البلدان.

ويردف «علي سبيل المثال، كنا نعرف أن السعودية بلد محافظ جدا، لذا لم نخطط للذهاب إلى هناك. لكن السفارة السعودية في المانيا فاتحت مؤسسة جود بوكس فور اول (جي بي ايه) وسألت عن سبب عدم زيارة السفينة ام في دولوس السعودية». ومنذ عام 1977 أبحرت ام في دولوس إلى نحو 104 بلدان ـ بعضها عدة مرات، ورست في 500 ميناء. وزارها نحو 20 مليون شخص. ويتفاوت العدد اليومي للزائرين ما بين 24 ألفا في تايشونج هاربور في تايوان في أغسطس (آب) عام 1988، وكان رقما قياسيا وسبعة زوار في أحد الموانئ اليابانية قبل عدة أعوام.

ويقول تشو «عموما الإنجيل هو أكثر الكتب مبيعا لأن لدينا 20 طبعة منه، فضلا عن أن نوعية الكتاب جيدة، كما أن سعره منخفض».

ويضيف «لكنك لو حللت المبيعات اليومية، ستجد انها تختلف من بلد إلى بلد. فعلي سبيل المثال لا الحصر فإن أكثر الكتب مبيعا عند زيارتنا لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان شيئا مثل 100 نصيحة بشأن التغذية».