اصبح بإمكان أي معجب بالنجمة مادونا الآن ان يحصل على «قطعة» منها، أو بالأحرى من تصميمها، بعد أن طرحت تشكيلتها «إم باي مادونا» التي صممتها لمتاجر « آيتش آند إم» السويدية يوم أمس، في 26 بلدا، بأسعار تبدأ من 13 دولارا لإيشارب إلى 330 دولارا لمعطف ممطر من الجلد.
المجموعة تتسم بالأنوثة والإغراء والقوة في الوقت ذاته مع نفحة كلاسيكية، بألوانها التي تتباين بين الاسود والابيض والبيج، والأقمشة المترفة مثل الحرير والصوف الرقيق او الكشمير. في مقابلة مع «ويمانز وير دايلي»، صرحت مادونا أنها راضية تماما عن التشكيلة، لأنها أنيقة، راقية وتبدو غالية رغم أسعارها الزهيدة، مشيرة إلى أنها عندما قبلت عرض «ايتش آند إم»: «وعدت نفسي بأني لن أصمم شيئا لا يمكنني ان ألبسه شخصيا، وأنا الآن على استعداد لأن ألبس أية قطعة من «إم باي مادونا» واستمتع بها مثل باقي نساء العالم». مادونا ليست الوحيدة أو الأولى في التوجه إلى مجال التصميم، فقد سبقتها كل من غوين ستيفاني، جينفر لوبيز، جاستين تيمبرلايك، بي.ديدي، جاي زي، سيينا ميللر وبيونسي وآخرون، الأمر الذي يثير التساؤل: لم يلهث المشاهير لدخول ميدان لا يفهم معظمهم فيهم سوى القدرة على التسوق، وكيفية اختيار آخر صرعات الموضة، بل إن بعضهم يستعين بخبراء أزياء لمساعدتهم على الحصول على إطلالتهم الأنيقة. الجواب يمكن ان يكون بكل بساطة هو: «الجمهور عايز كده». فكل ما يطرحه هؤلاء من البومات وأشرطة فيديو ومستحضرات تجميل وأزياء، تنفد بسرعة البرق من الأسواق، محققة لهم الربح وللشركات المستعينة بهم أو المتكئة على أسمائهم، كون المعجبين حاليا تعدوا مرحلة الإعجاب بفنهم، إلى الرغبة في التشبه بهم، والحصول على «قطعة» منهم.
الظاهرة اللافتة منذ نهاية التسعينات، أن كل ما يخص النجوم، بما في ذلك حياتهم الشخصية، يبيع، وليس أدل على هذا من أغلفة المجلات البراقة، التي استغنت تقريبا عن العارضات واستعاضت عنهن بالنجمات، فالغلاف الذي تتصدره صورة عارضة، باستثناء كايت موس كونها دخلت خانة النجوم، ليس مثل الغلاف الذي تتصدره أنجلينا جولي مثلا. وما دام هذا زمن النجومية والصورة المنمقة، لم لا يستفيدون، بطرح تشكيلات موقعة بأسمائهم؟. تعاون مادونا مع متاجر « آيتش آند إم» يختلف لأنها تطرح تشكيلة لموسم واحد أو لموسمين، بدعم من هذه المتاجر. وعلى ما يبدو فإن هذه الأخيرة اقدمت على خطوة محسوبة وأكثر من مضمونة، فالمجموعة نفذت من فرعها في استوكهولم خلال ساعات قليلة، بفضل قوة اسم مادونا، التي تعتبر أيقونة، بلا منازع، وكان لها تأثير واضح على اتجاهات الموضة عبر مسيرتها الفنية، فهي التي روجت موضة الكورسيهات والتوكسيدو، مثلا، كما انها كانت وراء شهرة المصمم جون بول غوتييه في الثمانينات.
لكن من جهة أخرى، كان لا بد أن يثير غزو النجوم لعالم التصميم بهذه الطريقة المكثفة، حفيظة المصممين المحترفين واستنكارهم، ألكسندر ماكوين، كان من الذين اعلنوا استنكارهم للظاهرة بقوله إن هناك خللا في الأمر، لأن الموضة في هذه الحالة تتحول إلى مجرد سلعة، ولم تعد تأخذ بالاعتبار فنية الأزياء، بل تنظر فقط إلى صورة من يصممها. بعبارة أخرى، مدى جاذبيته وأناقته وليس جاذبية واناقة التصميم نفسه. محلات «آيتش آند إم» وغيرها من المتاجر الكبيرة، «غاب» التي تعاونت مع رولان موريه، «نيو لوك» مع جايلز ديكونز، وغيرها، لا ترى غضاضة في الأمر ما دامت تضرب عصفورين بحجر واحد: تحقيق الربح، وتلبية رغبة المستهلك في الحصول على قطعة بتوقيع أسماء معروفة، وبأسعار مقدور عليها، تحت راية «ديمقراطية الموضة».