عندما تتوجه إلى أي مجمع تجاري في لندن سوف ترى أطفالا يمشون تارة ويطيرون تارة أخرى، بسرعة البرق، وهم ينتعلون أحذية رياضية مزودة بعجلة مثبتة في مؤخرتها، تجعل حركتهم خفيفة، فللوهلة الاولى يتخيل إليك أن الطفل يتزحلق ومن ثم تراه وكأنه يطير وبعدها تتفاجأ به يمشي بصورة عادية، فالحذاء يبدو أنيقا شبيها جدا بحذاء «التنس» الرياضي ويأتي بألوان وتصميمات مختلفة تتماشى مع أذواق الاطفال من الجنسين بمختلف الاعمار.
فعلى الرغم من النجاح الذي حققه هذا الحذاء «الطائر» الذي يعرف باسم الـ«هيليز» Heelys في عدد كبير من البلدان حول العالم، إلا أنه أصبح اليوم موضع جدل كبير، بعد أن تسبب في حوادث كثيرة أدت ببعض الاطفال إلى كسور في اليدين والرجلين بعد أن انزلق عدد منهم على الارض وفقدوا توازنهم لأنهم يسيرون عليها بسرعة فائقة.
وبدأ الاهل اليوم يفكرون مليا، قبل أن يقوموا بشراء الـ«هيليز» لاطفالهم، بعد أن عرضت بعض الحالات والحوادث التي طالت بعض الاطفال وسائل الاعلام البريطانية، مما فتح جدلا واسعا فيما يجب ان تتدخل الجهات المعنية بسلامة الاطفال لمنع بيع تلك الاحذية وسحبها من الاسواق، للحفاظ على سلامة الاطفال.
غير أن الصغار يبدون غير آبهين بالجدل الحاصل وما زالوا يستمتعون بهذا الاختراع الرائع بنظرهم، فمن المعروف عن الاولاد عدم اكتراثهم للذهاب مع أمهاتهم للتبضع، غير أن هذا الحذاء غيَِر تلك المعايير لان أرضيات المحلات والمجمعات التجارية مناسبة جدا للتزحلق بطريقة ناعمة من دون أي عثرات أو مطبقات تعيق حركة العجلة.
اختراع «الهيليز» يعود لشخص يدعى تاكوما روجر أدامز من كاليفورنيا، فقد جاءته الفكرة بعد مشاهدته بعض المراهقين وهم يتزحلقون على «السكيت بورد» ويقومون بحركات بهلوانية كلها خفة وسحر، وأدام نفسه كان أصغر طفل يمارس هواية التزحلق من هذا النوع إذا بدأ يتزحلق منذ أن كان عمره 9 أشهر، ودخل بذلك إلى موسوعة غينيس للارقام القياسية.
وطور فكرته على مر السنين، فلطالما كان يراوده هذا الحلم إلى أن أصبح حقيقة عام 2000، وأبصر اختراعه «الهيليز» النور في القسم الجنوبي من ولاية كاليفورنيا وفلوريدا، وبعدها انتشر الحذاء في جميع الولايات الاميركية وتم بيعه في جميع المحلات التجارية، إلى أن أصبح اليوم يوجد أكثر من وكيل معتمد لبيع «الهيليز» في أكثر من 60 دولة. الحذاء متوفر بقياسات تصل إلى قياس 13 للاطفال وقياس 12 للكبار، ولكن لاعب كرة السلة الشهير شاكيل أونيل كسر القاعدة إذ تم تصنيع «هيليز» خاص له بقياس 22. ولاقى «الهيليز» رواجا كبيرا في البلدان العربية والغربية على حد سواء، وحاز إعجاب المشاهير، من بينهم المغني العالمي «أشر».
المثير في الـ«هيليز» أنه سهل الاستعمال، فمن الممكن أن يصبح الطفل متمرسا بالتزحلق عليه في دقائق معدودة، كما أن هناك العديد من المحلات المتخصصة ببيعه تقوم بجلسات تدريبية للاطفال تعلمهم من خلالها كيفية استعمال الحذاء وتريهم حركات جميلة وسريعة يمكنهم القيام بها ليبدوا وكأنهم أبطال في رياضة التزلحق أو «السكيت بوردينغ»، كما تقوم المحلات أيضا بتنظيم مسابقات ومباريات بين أصحاب «الهيليز».
يبقى القول إنه اختراع جميل، ومفيد لأنه يحفز الصغار على النشاط والحركة والرياضة، إذا ما تم استعماله بانتباه، من خلال اتباع ارشادات السلامة التي ترافقه، كما ينصح المختصون في «الهيليز» والمسؤولون عن بيعه وتسويقه انه من الافضل توخي الحذر من خلال وضع خوذة واقية للرأس، وأدوات واقية أخرى كتلك التي تحمي الكوعين والركبتين.