أوقف رجال الإطفاء وضباط من الشرطة الماليزية المتسلق الفرنسي المعروف، آلان روبير، الشهير بـ«سبايدر مان» أو الرجل العنكبوت، عند الطابق الستين لأحد برجي بيتروناس في العاصمة كوالالمبور، خلال محاولته التسلق إلى سطح البرج، الذي يضم 88 طابقا، ويعتبر ومثيله، أعلى برجين شقيقين في العالم. وكان آلان قد غافل رجال الأمن وتسلل الى المبنى، حيث بدأ رحلة صعوده فوق الجدار الخارجي للمبنى، قبل ان تفاجئه طائرة هليكوبتر أخذت تحلق في المنطقة، منذرة باستطلاع أمني مثير للريبة والشكوك، بينما كان يجتاز الطابق الخامس والثلاثين. ولا بد أن يكون آلان قد تذكر في تلك اللحظات، فشل محاولة مماثلة سابقة قام بها قبل عشر سنوات، انتهت بإلقاء القبض عليه وإجباره على التخلي عن مهمته، ويا للصدفة، عند الطابق الستين أيضا، ولكن على جدار البرج الآخر، الذي بدا وكأنما حذر شقيقه من محاولة اجتياز آلان الطابق الستين، فـ«أبلغ» السلطات عنه.
وهكذا اجبر آلان على دخول البناية من خلال فتحة في الطابق الستين، وبعد تلقيه أوامر صارمة من رجال الأمن والإطفاء. آلان كان قد وصف ما جرى بكثير من الانفعال، وقال لرويترز، هاتفيا أثناء تسلقه، «كان المشهد من هناك عظيما، شعرت بالإثارة والمتعة وأنا أرى الموظفين يحملقون فيّ من داخل مكاتبهم»، بينما كان المئات من المشاهدين المنتشرين في المكان يلتقطون الصور. روبير، الذي اشتهر بتسلقه اكثر البنايات ارتفاعا في العالم، وصعوده الجبال بطريقة تضاهي الخدع السينمائية في افلام «الرجل العنكبوت» و«الرجل الوطواط»، قدم مشاهد مذهلة لـ«العنكبوت الأدمي» لا ذاك الذي صنعته الكاميرا وخبرات تقنيي هوليوود. الرجل العنكبوت، حط على جدار مبنى مركز هيئة الاستثمار التجاري في ابو ظبي، في 23 فبراير (شباط) الماضي، وتسلق المبنى الشاهق بيديه العاريتين أمام مائة ألف متفرج ووسط دهشتهم. وقد استغرق وصوله سقف المبنى عشرين دقيقة فقط. وكان آلان قد تسلق 65 مبنى في انحاء مختلفة من العالم، بينها سيريس تاور في شيكاغو، وبرج إيفل الشهير في باريس وامبيار ستيت بلدنغ في نيويورك، وبناء كناري وورف الشهير في لندن.
آلان قال تعقيبا على مغامراته: إنني «اجدها مثيرة، ان البنايات تبدو جبالا مدينية». وأضاف «الجيد في الأمر، هو ان ثمة ايفرست جديدة باستمرار»، في تشبيه البنايات الشاهقة بأعلى قمة جبلية في العالم.
ولد آلان روبير في فالينس بفرنسا، في أغسطس (آب) 1962، واسمه الكامل هو آلان روبير فيليب، وقد احترف في شبابه تسلق الصخور والبنايات، ولقب بـ«الرجل العنكبوت»، الاسم الذي استعاره من «عنكبوت» السينما الأميركية الشهير، بطل أحد أفلام المغامرات الخيالية. لكن آلان كان الوحيد، الذي قدم مشاهد مذهلة حقيقية وأمام جمهور في الهواء الطلق، لا في قاعة معتمة لعرض سينمائي، يحدق في شاشة رسَمت ما تعرضه من مغامرات، شراكة حرفية بين الكاميرا والوسائل التقنية.
يقول آلان في مدونته على الانترنت: «التسلق هو هوايَ وفلسفتي في الحياة، مع أنني أعاني من الدوار. ومع ان الحوادث التي تعرضت لها، تركت 60 بالمائة مني معطلا، فقد أصبحت افضل متسلق في العالم. الآن ولكوني المتسلق الأفضل، ومتحدثا ماهرا أيضا، ابعث بهذه الرسالة الى الناس: نحن نحد من قدرات انفسنا، مع أن لدينا من القوة ما يكفي للتطلع الى أعلى وتحقيق أهداف أكبر. كل ما يتوجب علينا عمله هو العثور على تلك القوة الكامنة في دواخلنا، ومعرفة سبل تطويرها».