متحف «أولبرايت نوكس» في بوفالو يبيع بعض تحفه

رعاته يعارضون الخطوة رغم جنيه الملايين

TT

حققت أول حلقة في سلسلة مبيعات التحف القديمة من تشكيلة غاليري أولبرايت نوكس للفنون في بوفالو ما يزيد على 18 مليون دولار في مزاد دار «سوثبيز»، وساهمت في ايجاد اموال اضافية للمتحف لاستعمالها في توفير المنح التي يتقدم بها، ولكنه اثار حزن مجموعة من رعاة المتحف الذين احتجوا على قرار البيع.

وكان النجم في المزاد، الذي ضم أكثر من 20 من كنوز المتحف الصينية، وعاء نبيذ بنقوش دقيقة من مقتنايات سلالة عائلة شانغ والذي بيع بمبلغ 8.1 مليون دولار. وقد قدم عميلا عرضا للوعاء نيابة عن متحف كومبتون فيريني، وهو غاليري خاص يقع شمال غربي لندن وافتتح قبل ثلاث سنوات من جانب رجل الخير البريطاني السير بيتر مورز.

وقال المتعامل اللندني روجر كيفرن، أمين المتحف، الذي خاض منافسة شديدة لمدة دقائق مع مقدم عروض آخر تميز بالحماس، ان «الفرصة من وجهة نظرنا ومن وجهة نظر السير بيتر هي ان شيئا ما مثل هذا لن يحدث مرة اخرى». وكان مزاد «سوثبيز» قد قدر ان سعر الوعاء سيتراوح بين مليونين الى ثلاثة ملايين دولار.

وقال مدير ومجلس امناء «أولبرايت نوكس» انهم صارعوا بشأن قرار بيع التحف القديمة سوية مع ما يزيد على 100 من الأعمال الفنية الهندية والأفريقية والأميركية الجنوبية والرومانية القديمة. غير انه بالنسبة لمتحف تركز مهماته في معظم الأحيان على الفن الحديث والمعاصر يعتبر الاحتفاظ بالتحف القديمة، حسب قولهم، ترفا لم يعد قادرا على ممارسته.

ويعتزم المتحف استثمار اموال منحته البالغة 58 مليون دولار والتي يستخدمها لشراء اعمال جديدة في وقت تكون فيه المنافسة على الفن المعاصر أكثر ضراوة مما كانت عليه في أي وقت مضى.

ومنذ أن قرر مجلس المتحف البيع في الخريف الماضي أثارت الخطوة نقدا شديدا من مجموعة من سكان بوفالو وأدت الى انقسام عميق بين داعمي المتحف. وخلال السنوات القليلة الماضية دفعت المبيعات الرفيعة المستوى قضية مداخيل المتحف للأعمال الفنية الى المقدمة، طارحة أسئلة بشأن ما اذا كان المتحف قد اصبح راغبا في التخلص من الفن من اجل الاستثمار في السوق التي تتميز بالاندفاع والتمييز. وتلك الأسئلة حساسة، على نحو خاص، للمتاحف الأصغر التي تصارع من الناحية المالية مثل متحف أولبرايت إذ ان خسارة أي عمل فني، اقل بكثير من روائع الفن المعترف بها، يمكن أن تشكل تهديدا وعبئا ثقيلا.

وفي الأسبوع الماضي، وفي اجتماع فرضه المعارضون، صوت أعضاء المتحف بـ 1224 صوتا مقابل 428 لصالح عمليات البيع. ورفع المعارضون، الذين يحملون اسم «المحافظون على فنون بوفالو»، قضية قضائية في اللحظة الأخيرة من اجل ايقاف المزادات، وقد رفضت من جانب قاضية المحكمة العليا في ولاية نيويورك. فقد قضت بأن الجماعة أخفقت في تقديم قضية مقنعة قانونيا حول انحراف المتحف عن مهمته، من بين مزاعم أخرى.

وقال الشاعر كارل دينيس، الحائز جائزة بوليتزر، والذي قاد المعارضة، إن المتحف ارتكب خطأ سيندم عليه في السنوات المقبلة. وقال «نشعر بالأسى لكون هذا المتحف شرع في مسار يؤدي الى قطع صلته بالماضي. نشعر ان هذا جزء من إرث مدينتنا». وظل السير بيتر، الذي جمعت عائلته ثروتها من أعمال المقامرة وأرباح المتاجر، يشتري، على نحو محموم، أعمالا برونزية صينية خلال السنوات الأخيرة لمتحفه، الذي يعتبر الان مالكا لأفضل تشكيلة من هذه القطع في انجلترا باستثناء المتحف البريطاني.

ويركز «كومبتون فيرني»، الذي وصفه السير بيتر على انه متحفا يسهل الوصول اليه ومصمم لـ«الناس العاديين»، على الأعمال الألمانية من العصور الوسطى أيضا وكذلك البورتريهات والفن الفولوكلوري البريطاني وأعمال الرسم من نابولي، اضف الى ذلك انه يعمل على شراء أعمال معاصرة.

كما أن أمين المتحف كيفيرن الذي شارك في المزاد دخل في منافسة حادة بشأن تحفة نادرة تمثل كائن الكمير الخرافي المصنوع من حجر الكلس، ولكنه انسحب من المزايدة قبل ان تباع القطعة بمبلغ 5.4 مليون دولار. وكانت دار المزاد قد قدرت ان القطعة ستباع بمبلغ يتراوح بين 1.5 الى 5.4 مليون دولار (تتضمن اسعار البيع النهائية عمولة سوثبيز التي تبلغ 20 في المائة من أول 200 ألف دولار من السعر المطروح أولا، و12 في المائة من البقية. والتقديرات لا تعكس العمولات).

وبعد المزاد قال كيفيرن ان وعاء النبيذ، الذي يعود تاريخه الى فترة تتراوح بين القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل الميلاد، كان القطعة الوحيدة التي كان كومبتون فيرني قد صمم على اقتنائها بأي ثمن كان.

وقال «كنا نرغب في ان نشتريها بسعر ارخص بالطبع. ولكننا لم نندهش من السعر. انها قطعة نادرة تماما. وقد أدرك السير بيتر أهميتها، وأصر على اقتنائها».

* خدمة «نيويورك تايمز»