أول موسوعة أدبية نسائية سعودية تفتح المجال لمبدعات من دول أخرى

المشاركة غير الأجنبية تحدث «ارتباكا» في هويتها

TT

اعتبرت الباحثة والشاعرة السعودية نعمة إسماعيل نواب، أن موسوعة الأعمال الأدبية النسائية السعودية التي تعكف على إعدادها، باللغة الانجليزية، تهدف للتعبير عن آراء شرائح مختلفة من النساء السعوديات، واعتبرت أن المراحل الأولى من أعمال الموسوعة أظهرت أن منجزاً نسائياً سعودياً يعتد به، لكنها أشارت إلى أن الموسوعة فتحت المجال لضم كاتبات ومبدعات غير سعوديات، أقمن في البلاد، وهو ما أحدث «إرتباكاً» في هوية هذه الموسوعة.

وقالت إن الكاتبات غير السعوديات هن الأكثر «حتى الآن»، حيث تحتوي الموسوعة على أعمال أدبية لسيدات من كندا وأميركا وباكستان والهند.

ومعلوم أن «منظمة قادة العالم الشباب»، وهي منظمة غير ربحية منبثقة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تسعى لخدمة المجتمعات على مستوى العالم في مجالات التعليم والسياسة والأمن والصحة والبيئة، وترأس لجنتها الملكة رانيا العبد الله، عقيلة الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، اختارت العام الماضي الشاعرة السعودية نعمة اسماعيل نواب، وهي موظفة بشركة أرامكو السعودية لعضويتها. كما اختيرت ضمن أفضل القيادات الشابة على مستوى العالم. وبالاضافة لكونها شاعرة، فنعمة مصورة وباحثة جادة، نشرت العديد من اعمالها باللغة الانجليزية.

وقالت إن هناك ثراء واسعا في تناول الموضوعات وطرح الأفكار لدى الأديبات السعوديات، كما أن هناك تطوراً لمسه فريق العمل أثناء الإعداد للموسوعة في اتباع الأسلوب الحداثي المرتبط بالعراقة الثقافية للمجتمع.

وأضافت «عندما طلبنا المشاركة من الكاتبات السعوديات في الأعمال الأدبية التي تتضمنها الموسوعة، كنا نشترط أن تكون المشاركة باللغتين: العربية التي كتب بها النص، والإنجليزية التي سينشر بها النص، لكن المشاركات لم تصل في الوقت المحدد، وهو المعوق الرئيسي للمشروع»، وقالت «فكرنا في حل مشكلة تأخر النصوص والذي كان سببه الترجمة، بالتعاقد مع مكتب للترجمة، لكن عدلنا عن هذا الرأي لخصوصية الترجمة الأدبية، فمكاتب الترجمة لن تعطي النصوص الإبداعية حقها الأدبي، لذلك أسقطنا شرط ارسال العمل مترجماً فيما نحن سنقوم نحن بترجمة النصوص».

وحول موعد إطلاق الموسوعة قالت نواب «لم نعلن عن موعد نشر الموسوعة، وما زلنا نستقبل المشاركات من الأديبات والمثقفات السعوديات حتى الآن»، كما لمحت إلى أن ظروف النشر في خارج الوطن العربي تختلف عن النشر في داخله، وقالت «بما أن الموسوعة ستنشر في الخارج فما زال أمامنا وقت طويل، وعادة الكتب تنتظر في المطابع ما بين السنة والنصف والسنتين لكي يتم طبعها»، وأضافت «لكل هذه الأسباب لم نحدد موعد النشر، لأن المهم لدينا في الوقت الحالي هو اختيار المادة الجيدة، وسننتهي من إعداد الشكل النهائي للموسوعة في ظرف 6 أشهر».

وقالت نواب بخصوص هوية الموسوعة، التي تشكل غير السعوديات نصفها، إن الفكرة التي أريد إيصالها إلى القارئ، «إنني مع فكرة دمج الحضارات، هذا الدمج ينتج ثراء معرفياً وفكرياً وثقافياً بشكل كبير، إضافة إلى تشجيع الكاتبات السعوديات خصوصاً الناشئات منهن على التمرس في أساليب الكتابة».

وحول إبداع المرأة السعودية تقول «إن الكثير من الأعلام النسائية السعودية يتركز إنتاجهن في الجانب الإبداعي، خصوصاً اللغوي منه، وان كانت هناك لمحات فكرية بين المشاركات، إلا أن الجانب الأكبر من المشاركات جاءت منحازة إلى الجانب الإبداعي اللغوي».

وتضيف نعمة نواب «دائما نشتكي أن العالم لا يسمعنا، وأن صوتنا لا يصل، وهذه فرصة للكاتبات السعوديات والمقيمات في السعودية، بأفكارهن وأساليب حياتهن وأنماط تفكيرهن وطريقتهن في الطرح، لأن يقلن رأيهن حول المواضيع المختلفة التي يرين أنها تؤثر على حياة المرأة، من وجهة نظرهن، من دون أن نحصر أية كاتبة في قضية معينة أو هم معين، وأن نسمع الآخر صوتنا كما نريد نحن». وتؤكد «صحيح لدينا مشاكل لا ننكرها، لكن لدينا إبداع ولسنا كما يتصور الآخر، ولا مانع إذا وجد ناشر عربي أن الموسوعة تستحق النشر باللغة العربية أن ينشرها». والموسوعة تشمل عددا من المواضيع التي لها علاقة بعالم المرأة، حيث تشمل أكثر من 20 موضوعاً تتناولها الموسوعة، وتشير نواب إلى اتباع فريق العمل الحرية في الطرح، حيث تقول «لم نقيد أحداً بموضوع بعينه، لدينا مواضيع عن الزواج والطلاق والحجاب والأمومة ومراحل الحياة المختلفة كالشيخوخة، وعن الحرب والسلم وغيرها من الموضوعات».

غير السعوديات هن الطاغيات على أول عمل موسوعي للأعمال النسائية في السعودية وتبرر نواب سبب ذلك بالتجاوب السريع من جانب غير السعوديات وتفاعلهن مع المشروع، وتضيف «منذ أن أعلنا عن المشروع جاءتنا مشاركة من سيدة كندية، بعدها جاءت مشاركات من مقيمات في السعودية، باكستانيات وهنديات واميركيات مسلمات وغير مسلمات، لذا أعطينا مجالاً أكثر للكاتبات غير السعوديات للمشاركة ومددنا فترة استقبال الأعمال».

وفي الوقت الحالي تعد الشاعرة نعمة نواب لإطلاق عمل موسوعي مشابه للموسوعة الأدبية النسائية، حيث تقول «جاءت فكرة هذه الموسوعة قبل فكرة الموسوعة النسائية، لكن بما أنها أوسع وأشمل وتحتاج إلى جهد أكبر وإلى طاقم أكبر سواء في النقد أو تقييم الأعمال الفنية والأدبية أجل تنفيذها إلى ما بعد الانتهاء من الموسوعة النسائية، وسأبدأ في تنفيذها مطلع العام القادم 2008، إذا وجدنا الدعم المادي لأن هذا المشروع سيكون شاملا وضخما».

ويضم فريق الموسوعة بحسب نواب 8 سيدات، لديهن إلمام بجميع الأنماط الأدبية، حيث تقول «لدينا رئيسة تحرير للشعر، ولدينا رئيسة تحرير للقصص وكذلك للمقالات، كما أن لدينا مجموعة تساهم في الرصد واختيار الموضوعات».