إحتفال شعبي ورسمي في ميناء الاسكندرية لأكبر سفينة خشبية في العالم

بعد اختفائها بنحو 250 عاما

TT

بعد إبحار استمر لمدة 18 شهرا وضعت السفينة السويدية «جوتبرج» رحالها صباح الأحد الماضي في ميناء الاسكندرية، شمال مصر. السفينة تعد أكبر نموذج خشبي في العالم ويرجع تاريخها الى القرن الثامن عشر. تأتي هذه الزيارة بناء على دعوة وجهها اللواء إبراهيم يوسف رئيس ميناءي الاسكندرية والدخيلة للسفينة لزيارة الاسكندرية. حيث كان في استقبالها فرقة الموسيقي العسكرية وطلبة الأكاديمية العربية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، وفرقة الموسيقي السويدية الذين كانوا على رصيف ميناء الاسكندرية ينتظرون وصول السفينة وسط ترقب الآلاف من الأطفال والطلبة والصحافيين والمراسلين من دول عديدة. وبمجرد رسوها في الميناء أطلقت السفينة قذائف مدفعية كما هي تقاليد الإبحار في القرون الماضية لتحية منتظريها. حضر الاحتفال الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد، وهانز أرونسون محافظ اقليم فيسترا جوتالاند بالسويد وستيج الفامار سفير السويد بمصر، ويان هيننجسون مدير المعهد السويدي بالاسكندرية واللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية. وقد ألقى كل منهم كلمة ترحيب بطاقم السفينة في حين أهدى قبطان السفينة قطعة منها إلى محافظة الاسكندرية ثم قام الطاقم بغناء إحدى أغنيات البحر التراثية والتي يطلق عليها في السويد «شانتي».

تعود قصة السفينة جوتبرج إلى يوم 12 سبتمبر 1745، حيث اختفت السفينة العملاقة من على سطح البحر بعد اصطدامها بصخرة ضخمة على الساحل الغربي السويدي أمام أعين العائلات والتجار الذين كانوا في انتظار رسوها على الميناء بعد قيامها بثلاث رحلات مربحة إلى الصين. لتصبح حطاما تواريه المياة السويدية بعد مرور ثلاث وستين شهرا على بنائها عام 1738 في ميناء «تيرا نوفا» لشركة الهند الشرقية.

وفي عام 2003 تقرر الشروع في بناء السفينة في أحد ورش السويد على نفقة مؤسسة SOIC غير الربحية بهدف القيام برحلات تجارية مع الصين والعودة إلى السويد مرة أخرى. وعلى الرغم من عدم العثور على الرسومات الاصلية للسفينة الغارقة، الا أنه تم بناء النسخة الجديدة طبقا للطرق الحديثة وبنفس المواد الخام التي تم استخدامها في القرن الثامن عشر من خلال تحويل 1000 لوح من البلوط و50 كيلومترا من خشب الصنوبر لتصميم السفينة التي بلغ ارتفاعها 58,5 متر وبلغ عرضها 11 مترا. ومن الطريف أنه تمت صناعة المسامير والروافع والأشرعة والحبال يدويا. وقد أخذ إعداد آليات الأشرعة وحدها ما يقرب من مائة ألف ساعة عمل. وانتهى العمل في السفينة في عام 2005 لتنطلق في رحلتها الطويلة إلى الصين في اكتوبر من نفس العام في نفس مسار السفينة الغارقة. توقفت خلالها في فيجو، وقاديش، وريسيفي، وكيب تاون، وبورت إليزابيث، وفريمانتل، وجاكارتا، ووصلت قناة السويس في طريق عودتها من الصين يوم الخميس الماضي وعبرت مياه القناة الى البحر المتوسط حيث رست في ميناء الاسكندرية يوم الاحد. ومن المقرر أن تعود السفينة إلى السويد في سبتمبر 2007 ، تبعا للطقس والرياح.

قبطان السفينة الكابتن جونار سيلفربورج أوتجارد قال لـ«الشرق الاوسط»: كان الابحار صعبا في البحر الأحمر خلال الرحلة من جيبوتي الى الاسكندرية وكان أسهل في المحيط الهندي. الا أن التوقف في الاسكندرية يعد من اهم المحطات لتوطيد العلاقات الثقافية بين السويد ومصر. وقد أقيمت على هامش الزيارة احتفالية مصرية قدمت من خلالها الرقصات الشعبية والفلكلورية الى جانب بعض الفقرات الغنائية لفرقة وسط البلد بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية ومؤسسة أنا ليند والمعهد السويدي بالاسكندرية والسفارة السويدية بالقاهرة، والمتاحف القومية السويدية المهتمة بالثقافات العالمية.