لندن بخطوط كروكية سريعة وبقع لونية متنافرة الإيقاع

في معرض فرغلي عبد الحفيظ وبمفردات تتميز بالانشغال والاستعجال

TT

حوارية جيدة مع المدن يقدمها الفنان فرغلي عبد الحفيظ في معرضه المقام حاليا في قاعة الزمالك للفن بالقاهرة حملت عنوان «لندن فرغلي» قدم من خلالها تجربةً جديدة في فن التصوير، وهي نتاج رحلة استغرقت بضعة أشهر قضاها في لندن، حيث سجل انطباعاته الخطية واللونية حيال شوارع وأفراد وعمارات شيدها بأدواته الخاصة ذات الخصوصية العالية. لكنه رغم ذلك لم يسلم من الوقوع في مصيدة الضوضاء التي زحم بها مساحاته سواء كان ذلك على سبيل الحالة التي صورها أو اللون الذي وظفه. فاللون هو أحد العناصر الأساسية في التصوير ولعلنا لا نغفل مدى ثراء خامة الإكريليك في نتائجها المتنوعة، ولكننا هنا نجد الفنان قد وزعها ووظفها بشكل لا يرقى إلى تميزه السابق في صنع عالم مواز من الزحام والصخب. فاللون هنا يسبق الخط ، حيث يضع الفنان بقعاً لونية سميكة متفاوتة ومتنافرة الإيقاع، ثم يبدأ فوقها برسم خطوط تحديدية لتشييد الأبنية والشوارع والأشخاص وغيرها وهى مفردات تتميز بالحركة والحيوية والانشغال والاستعجال، وهي أيضاً منظمة للغاية إذا قورنت بغيرها من المفردات التي تعج بها المدن في أنحاء أخرى من العالم، الأمر الذي يعكس اهتمامه برصد ظواهر بعينها. ظواهر تعنى بما تعكسه دون أن تعنى بما تخفيه وهو ما ينافى اهتمام الفنان السابق بجوهر الإنسان والمكان والذي حققه بتميز لافت في حواريته الفنية مع مدينة أسوان، والذي طرحه لنا في معرض بالقاعة نفسها، مما يشكل اختلافاً شديداً وتفاوتاً ليس على السبيل الفكري وحسب، وإنما على السبيل القيمي والإبداعي كذلك، فما تسجله «لندن فرغلى» لا تعنى أكثر من عين سائح عابر، ولحظة عابرة استسهلها الفنان بخطوط كروكية سطحية للغاية.