100 صورة لـ15 مصورا .. تعيد مشاهد الحج

خلال معرض أقامه مصورو الصحف السعودية في جدة

TT

على الرغم من مرور ثلاثة أشهر على موسم الحج الماضي، إلا أن هناك مَن عاش الموسم بروحانيته ومشاعره أخيراً قبل أيام في جدة، من خلال لوحات فنية واقعية تحكي عن رحلة الحج من خلال كاميرا المصور الصحافي الذي شارك في تغطية الموسم. ففي معرض «إبداعات فنان» الذي اقيم مؤخرا في جدة، عرض 15 مصورا صحافيا 100 لوحة تحكي عن موسم حج 2006.

صور المعرض تشد الزائر لذكريات الحج، وتدعوه لتأمل عميق لحكاية كل صورة، التي تقف أمامها الأعين لبرهة، تعبّر عن عادات وتقاليد وثقافات وحضارات لاشخاص من فئات عمرية مختلفة، بدءا من الأطفال، ووصولا إلى كبار السن. ويعتبر المصور الصحافي بجريدة البلاد خالد الرشيد صاحب فكرة المعرض مؤشرا إيجابيا لإقامة معارض أخرى في السعودية ذات مواضيع متخصصة مثل الإرهاب في صوره، ويضيف «الفكرة راودتنا منذ سنوات، ولم تر النور إلا بعد أن وجدنا مَن يدعمنا ويشجعنا، وهذا ما جعلنا نقتصر على مصوري صحف جدة مبدئيا، ليتسع مشروعنا في المستقبل ويضم جميع مصوري صحف السعودية ووكالات الأنباء العالمية».

ويعلق المصور بجريدة الوطن علي القرني، والمشارك بست لوحات «من أراد أن يتعلم التصوير، فعليه بحمل كاميرته والانطلاق إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة بموسم الحج». ويضيف «مصورو الوكالات العالمية الذين شاركوا لأول مرة في تغطية الحج، كانوا فرحين أكثر منا، واتفقوا على أن الحج مدرسة لكل الإبداعات». وعادة لا يكتفي المصور الصحافي بتصوير ما هو مطلوب منه للصحيفة التي يعمل بها، فكثيرا ما تحتفظ كاميرته بلقطات أبدع فيها كفنان مصور، لهذا كما يقول الرشيد «المعرض هدفه البحث في كشكول المصور من خلال عدسته، فكثيرا ما تلتقط كاميرته صورا لا تنشر في الصحف لضيق الوقت وعدم وجود مساحة في الصفحة، وبدل أن تصبح من الذكريات، أردنا أن نعطي حقها من خلال المعرض».

ثقافة كل الحجاج تترجمها صورة، تختصر آلاف الكلمات، وهناك مَن يتقبل التصوير وهناك مَن يرفضه، لأنه، كما يقول محمد المالكي، المصور بجريدة عكاظ: «كثيرا ما ترفع الأيدي مشيرة بعبارة توقف عن التصوير، وهناك مَن يتذمر منا ويخبرنا بأنه جاء من اجل الحج وليس من اجل التصوير، لكن هناك مَن يفرح ويسألني عن الصحيفة التي اعمل بها ليشتري الجريدة». ويرى المالكي الذي نقلت عدسته لقطات من تهافت الحجاج على الجمرات أن الصورة الصحافية أكثر واقعية من البث التلفزيوني.