وقائع الحياة في «دولة العمال والفلاحين السابقة»

معرض في برلين يصور الحياة اليومية في ألمانيا الشرقية

TT

عند زيارته لبرلين الشرقية منذ عامين، أراد بيتر كينزلمان أن يشرح لصديقته كيفية الحياة خلف الستار الحديدي قبيل انهيار النظام الشيوعي، ولكنه لم يجد أي متحف يؤرخ للحياة اليومية داخل برلين الشرقية قبل سقوط حائط برلين، وعند سؤاله أحد مسؤولي وزارة السياحة جاءته الإجابة «اذهب الى أمستردام» لتعطيه فكرة إنشاء المتحف بنفسه.

وبعد ان جمع كينزلمان فريقا من المؤرخين و مديري المتاحف، بدأ حملة لجمع المقتنيات من تلك الفترة، كما نجح في إقناع احد البنوك في تمويله.

واخيرا تم افتتاح المتحف في الطابق السفلي لأحد الفنادق بمدينة برلين، جذب المعرض الاول والذي يكشف عن مظاهر الحياة اليومية في المانيا الشرقية السابقة قدرا كبيرا من الاهتمام.

المعرض الذي يحمل العنوان «دكتاتورية حزب والحياة اليومية يسعى بعد مرور 81 عاما على انهيار الدولة الشيوعية أن يعرض لوقائع الحياة في دولة العمال والفلاحين السابقة».

يشاهد الزائر للمعرض أعلاما ولافتات وشارات ألمانيا الشرقية السابقة والأزياء الرسمية السائدة فيها فضلا عن المشغولات الفنية التي تكشف عن لمحات للحياة اليومية في تلك الدولة الاشتراكية التي كانت تضم 17 مليون نسمة.

ويبرز المعرض أيضا الوسائل التي كان مواطنو ألمانيا الشرقية يتحايلون فيها على تدخل الدولة الفج في شؤون حياتهم المهنية والخاصة.

وكيف كانت الحياة تمضي في الدولة الشيوعية المتشددة في ظل المراقبة اللصيقة من جانب وزارة أمن الدولة وجهازها الرهيب «ستازي» بعدد أعضائه الذي بلغ ذات يوم 91 ألفا فضلا عن 174 ألفا من المتعاونين «غير الرسميين». وفي جانب من المعرض يوجد نموذج لمكتب ضابط المخابرات مكتمل مع أجهزة التسجيل، ويمكن للزوار تجربته والتنصت على الزوار الآخرين للمعرض.

وفي جانب آخر، يركز المعرض على جدار برلين الذي أقيم عام 1961 والذي قسم المدينة وطوقها إبان الحرب الباردة وشهد مصرع 530 شخصا أثناء محاولتهم الفرار إلى الغرب. ويركز المعرض على ناحيتين أساسيتين هما العمل والحياة في المنزل.

في قسم العمل رسم مصنع اشتراكي سابق وأسلوب العمل الجماعي فيه. أما الحياة الأسرية فيرمز لها بقطعة أصلية من شقة سابقة التجهيز تشمل حتى دواليب الحائط. وليس ثمة أشياء أخرى كثيرة. ويدعو المعرض الزوار للمس المعروضات حيث يمكنهم إعادة بناء نموذج مصغر لحجرة معيشة او مطبخ. ويبرز في المعرض دور المرأة الاشتراكية في المنزل وفي مكان العمل وكذلك نظر الدولة تجاه شبابها وتجاه المسنين.

كما تبرز النصوص الجدارية القواعد الاساسية للدولة؛ وهي الحزب الشيوعي الألماني والاتحادات العمالية الألمانية وجيش الشعب.

الطريف في الأمر أن جزءا من المعروضات وهي عبارة عن أشياء من قبيل ورق التواليت كان قد عثر عليها خلال عمليات إصلاح وتجديد جرت عقب انهيار ألمانيا الشرقية السابقة في المكان الذي كان يعمل منه اريك هونيكر عندما كان يشغل رئاسة تلك الدولة الشيوعية. ويبدو أن القيادة الشيوعية كانت تتحسب لنقص هذه السلع يوما ما، بسبب إدراكها لسوء إدارة الاقتصاد.