المطاعم في السعودية تزرع الثقة لدى زوارها بصور زبائنها المشاهير

تحرص على استضافتهم وتعلق صورهم في المداخل الرئيسية

TT

في اتجاه ترويجي مبتكر تقوم بعض المحلات وبالذات المطاعم في السعودية بتعليق صور المشاهير من الزبائن الذين ارتادوا المحل بهدف التعريف بمكانة المحل لدى شريحة المشاهير، وبالتالي اظهار أهمية خدماته وجودتها.

معظم المحلات التي اتخذت هذا المنحى تشترك في انها لم تلجا لمصورين محترفين لالتقاط تلك الصور ولذلك يبدو في رداءة نوعية بعض الصور، كما ان من يلتقط تلك الصور في العادة يكون همه الاول ابراز المحل كخلفية لشخصيات الصور، بغية ايجاد انطباع حسن وتكريس عنصر الثقة لدى الزاور بشكل غير مباشر. وتنتشر تلك الظاهرة بشكل متنام في مدينة جدة (غرب السعودية) حيث تتصدر صور المشاهير والشخصيات الاجتماعية الذين كانوا قد سجلوا زيارات تلك المحال مداخل تلك المطاعم والمحلات.

ووفقا لأشرف ناجي محمد مدير أحد مطاعم المؤكولات الايرانية، فإن الهدف الرئيسي هو التأثير الايجابي، واعطاء انطباع جيد لدى الزبون، ويضيف أن أهمية الصور تتمحور حول المعنوية والترويج، وهي محاولة لتطبيق تقليد تتخذه المطاعم الأوروبية.

ويؤكد ناجي على أن تصوير المشاهير توقف منذ فترة، وقال «الصور المعروضة في المطعم قديمة، وتحتاج الى تحديث»، مضيفا أن استخدام الكاميرا في المطعم سبب بعض المشاكل مع الزوار. ووصف ناجي اسلوب التصوير بالبدائي وغير المحترف، اذ لا يقصد من وضع الصورة جودتها، بقدر تثبيت زيارة الشخصية والخلفية التي تدل على المكان، فيأخذ من عنصر الصدفة رونقا يعطي انطباعا جيدا لعدم التكلفة في اخراج وجودة الصورة.

تأثير الصور على الجمهور يختلف من شخص الى آخر على القرار الشرائي، وسمعة المحل، او العودة الى زيارة المكان، وان كان الكثير يتوقف امام الصور للسؤال عن الشخصيات وقصة كل صورة.

وبحسب وليد الشهري أحد زوار المطعم، فإن مجرد وجود شخصية معروفة اجتماعيا زارت مكان تجاري، لن يؤثر على قراره في الشراء من ذات المكان، في حين يخالفه احسان السيد الرأي في وصف الصور بأنها تترك انطباعا جيدا، اذ ان وجود المشاهير في المحل التجاري دليل على جودة منتجه وزيادة الثقة به. ولكن يبقى القرار الشخصي في التقييم العام للمحل التجاري هو المحور الاهم في انتشار سمعة جودة الانتاج سواء كان مطعم او اي محل تجاري آخر. من جانبة قال الدكتور عاطف بن عبد الله نصيف استاذ العلاقات العامة والاعلان في جامعة الملك عبد العزيز ان استخدام صور المشاهير شكل من اشكال الترويج المتبعة عالميا وتدرس اكاديميا، وهي منذ القدم تستخدم في المحال التجارية في امريكا واوروبا القصد منها التأثير النفسي (السيكولوجي) على متخذ القرار الاستهلاكي بشكل فردي أو جماعي اذ تكرس الثقة بالمنشأة لدى المستهلك.

وحذر دكتور نصيف من استخدام صور المشاهير من غير بيئة المجتمع، حيث ان الصورة تعد طريقة غير مباشرة لتثبيت ثقافة وايصال رسالة ما، اذ تعكس كثيرا من عناصر الثقافة، فلها تأثير ضمني لا يدركة الكثيرون معتبرا في الوقت نفسه ان استخدام الصور السلاح ذو حدين وقال «ان فلاسفة التسويق والترويج الأكاديمية في الاعلان تشترط توافق الجنس مع المنتج بيد ان تصوير المشاهير داخل محال تجارية لا يشترط ذلك». وأضاف نصيف، أن عملية التسويق والترويج تستهدف مساحات ورؤى أبعد من ذلك، عندما تتقاطع مع ثقافات الشعوب وسلوكياتهم ومعتقداتهم من خلال تأكيد تلك الثقافة أو المعتقد أو تغييرها بإبراز رمز وطني أو ممثل سينمائي أو شخصية مشهورة، ثم التأكيد عليها وصناعتها وإبرازها داخل دائرة الإعلان والمنتج.