ابتسم .. فأنت على كورنيش جدة

المصورون المتجولون أصبحوا جزءا من الصورة فيها

TT

لم يعد الـ«زووم» مجرد صوت لآلة التصوير، إلا أنه يمثل نغما موسيقيا هو الأقرب لرائد اللحياني، الذي يعكف منذ أربع سنوات على التنقل بالكاميرا على كورنيش جدة، عبر مختلف الوجوه المارة من أمامه، ليعيد رسم ملامحها بعيون عدسته.

تصوير الأوقات الحلوة التي يخدمها توفر آلات التصوير بكثرة بما فيها دخولها لعالم الجوالات مؤخرا، جعل وجود الكاميرا أمرا شائعا بين السعوديين، إلا أن فكرة وجود مصور جوال يتنقل بحرية بين الناس، يعبث بكاميرته، ويشارك الآخرين تجسيد لحظاتهم الجميلة، يجعل من التصوير مهنة، تتفوق على باقي المهن الحرفية، وهو ما أشار اليه اللحياني، يأتي ذلك في الوقت الذي ساعدت فيه التقنية الحديثة للكاميرات على دخول المهنة أشخاصا يمتلكون الكفاية التقنية مقابل نقص الأداء الفني. الذي وصفه اللحياني بـ«الاعتماد الكلي على التقنية لإلتقاط الصور دون وجود الإحساس يفقد الصورة كل معنى لها»، وهو ما يوجد فرقا بين المتكسبين من عدسة الكاميرا والمحترف الذي يعتمد على حدسه الفني، الأمر الذي يتيح وجود بصمة مميزة بين كل مصور وآخر.

وعلى الرغم من حرمة التصوير التي يتبناها غالبية السعوديين الا أن تجاوزه من قبل الكثيرين منهم، فتح المجال واسعا أمام الهواة. الذين اعتمد كثير منهم على جهده الخاص، وتدريب نفسه بنفسه، ليجدوا مواقع الإنترنت تحتضن مواهبهم التصويرية.

وفي الوقت الذي تبدع فيه العين الثالثة للمحترفين السعوديين، تبدو كفة المصور الجوال راجحة لحد ما الأمر الذي دعا مجموعة منهم لجعل الكورنيش الشمالي بجدة موقعا دائما لالتقاط الزبائن برغم الهواجس التي ترتبط بعادات اجتماعية تمنع التقاط الصور في الأماكن العامة، وهو ما يواجه كثيرا من المصورين الجوالة .

الا أن اعتياد وجود المصور الجوال بشكل يومي ساهم في تكوين نوع من الإلفة مع فلاشات الكاميرا. مما أتاح الفرصة للمصالحة مع عدستها، التي يقول لسان حالها «ابتسم فانت على كورنيش جدة».

وهو ما أوضحه المصور المصري محمد عبد الرحمن الذي يجول بكاميرته من الساعة 6 صباحا حتى الـ12 ظهرا، ثم يختفي ليعيد الكرة مجددا في المساء، متنقلا يبحث بعدسته عن لقطة جميلة، يصور من خلالها العرسان الأكثر طلبا للصور، خاصة في وسط الأسبوع والذي علله محمد «الكورنيش عادة ما يكون أكثر هدوءا ورومانسية، مقابل ضجيج الازدحام في العطل»، إلا أن الفئة الأكثر استقطابا لفلاشات محمد المتسارعة لا تتجاوز أعمارها الـ20 عاما، تأهبت للوقوف أمام عدسته للاحتفاظ بصورة تذكارية في عروس البحر الاحمر.