الكيمونو.. زي له جذور في التاريخ والفن

قد يتجاوز سعره 20 ألف دولار

TT

ارتبطت اليابان لفترة طويلة في مخيلة الناس، برسومات الحدائق اليابانية وفن تنسيق الزهور، وفتيات الغيشا. وبالنسبة للأخيرات فقد احتللن مكانا مميزة في الآداب العالمية والفنون، وتكاد تكون صورة فتاة الغيشا المرتدية الكيمونو الملون في اوبرا مدام بترفلاي من اهم الصور، التي تعبر عن هذا الافتتان. وفي فيلم «مذكرات فتاة جيشا» والذي استوحيت احداثه من الرواية الناجحة بنفس العنوان، احتل الكيمونو وألوانه وطريقة لبسه حيزا كبيرا من الفيلم وجذبت تفاصيله تلك أعين مصممي الأزياء الذين استوحوا خطوطه في مجموعاتهم اللاحقة.

وفي مدرسة اوياما جاكواين بطوكيو، اقيم عرض أزياء امس، شاركت فيه الطالبات وقدمن فيه تشكيلة واسعة من الكيمونو وعرضن بشكل مفصل، كيفية ارتداء الأجزاء المختلفة التي تكون الكيمونو وكيفية عمل عقدة الحزام (الأوبي).

وكلمة كيمونو، حسب تعريف موسوعة ويكيبيديا، في اللغة اليابانية تعني «ملابس» بشكل عام، ولكن بشكل خاص تعني اللباس الياباني التقليدي الطويل، الذي يلبسه الرجال والنساء والأطفال، ومن المعروف عن الكيمونو، منظره الجميل وألوانه الزاهية خصوصا للنساء. وللكيمونو غالبا أكمام واسعة قد تصل إلى نصف متر. وفي التقاليد والأعراف، كانت النساء غير المتزوجات يلبسن الكيمونو بأكمام طويلة جدا تصل طولها إلى الأرض تقريبا، والثوب يكون ملفوفا حول الجسم ودائما ما يكون الجانب الأيسر على الأيمن، ويحيط به حزام عريض، يكون مربوطا من الخلف ويدعى «أوبي».

بدأ الكيمونو بأخذ شكله الحديث في فترة هييآن ما بين أعوام (794 ـ 1192)، منذ ذلك الحين بقي الشكل الأساسي للكيمونو الخاص بالرجل والمرأة على حد سواء من دون تغيير جوهره إلى الآن. وفي التقاليد، كل الكيمونو الخاص بالنساء له مقاس واحد، وتتم ملاءمة ذلك المقاس مع أطوال الجسم المختلفة من خلال الثنيات والعطفات المتوفرة في الكيمونو. والجدير بالذكر أن كل أنواع الأقمشة قد دخلت في صناعة الكيمونو، وأن كل ملابس الكيمونو التقليدية تخاط يدويا. مع الوقت، دخلت ألوان جديدة في صناعة الكيمونو، وأصبح هناك تنويع واضح في الألوان، وكذلك تنوعت الأقمشة والتصماميم، وكذلك الملحقات التكميلية كالأوبي مثلا.

وهناك أنواع من الكيمونو خاصة بمناسبات مختلفة، تتراوح ما بين المناسبات الرسمية جدا إلى المناسبات العادية والبسيطة جدا، مستوى الرسمية لكيمونو المرأة يتحدد من خلال مظهر الكيمونو (غالبا طول الأكمام)، وكذلك النقوش ونوع القماش واللون. أما كيمونو الرجال فهو عادةً ما يكون له شكل واحد، وغالبا ما يكون ذا لون داكن أو غير مبهرج. وكذلك مستوى الرسمية للكيمونو تتحدد من خلال نوع ولون الملحقات التكميلية، وأيضا نوع القماش، فالحرير هو الأكثر رسمية والأكثر جاذبية، في حين أن القطن مناسب أكثر للمناسبات العادية والبسيطة، وفي هذه الأيام هناك نوع جديد من أقمشة الكيمونو وهو البوليستر، وهذا النوع بشكل عام للمناسبات العادية والبسيطة.

وفي الوقت الحاضر تتوفر ملابس الكيمونو الرجالية والنسائية بمقاسات مختلفة، ولكن المقاسات الكبيرة جدا يصعب الحصول عليها، وتكون غالية جدا عند طلب تصميمها، الأشخاص طوال القامة جدا أو العمالقة، كمصارعي السومو مثلا، يلبسون كيمونو مصمما لهم خصيصا على طلبهم.

والكيمونو قد يكون غالي الثمن، سعر الكيمونو النسائي يتجاوز الـ10 آلاف دولار أمريكي، ولوازم الكيمونو من ملابس داخلية وأوبي وأحزمة وجوارب وشبشب وبقية الملحقات التكميلية، يمكن له أن يتجاوز 20 ألف دولار أمريكي، الأوبي بمفرده، وخاصة النسائي منه قد يكلف بضعة آلاف من الدولارات، بينما يبقى الأوبي الخاص بالرجال أرخص، حتى وإن كان مصنوعا من الحرير.

ونظرا لصعوبة ارتداء الكيمونو ـ مقارنة بالملابس الغربية ـ إذ أنه يستغرق وقتا أطول، فهناك العديد من المدارس التي تعلم كيفية ارتدائه، وكذلك الدورات الخاصة بذلك، والتي تحضر إليها النساء بشكل خاص، وكذلك هناك المدارس التي تعلم كيفية صناعة الكيمونو وحياكته.

معظم اليابانيات لا يستطعن لبس الكيمونو بمفردهن وبدون مساعدة من شخص آخر، لأن لوازم الكيمونو النسائي النموذجي يتطلب لبس اثنتي عشرة قطعة مستقلة أو أكثر، متصلة ومرتبة بطرق محددة. وهناك مُلبِسة (أي المرأة التي تساعد المرأة الأخرى على ارتداء الكيمونو) وتكون محترفة في هذا المجال، وهي إلى الآن ما زالت تساعد النساء على لبس الكيمونو، وعادة ما يكون ذلك للمناسبات الخاصة. والمُلبِسة يجب أن يكون عملها مصرَّحا وبشكل قانوني، ومعظمهن لهن بيوت وصالونات خاصة بهن.

واختيار المرأة لنوع الكيمونو، الذي ترتديه يحمل رسالة رمزية واجتماعية يفهمها اليابانيين في ما بينهم. فالاختيار المحدد لكيمونو بعينه يتعلق بعمر المرأة وحالتها الاجتماعية، وما إن كانت متزوجة أو ما مدى منزلتها الاجتماعية، إن كانت من سيدات المجتمع أو امرأة عادية. وكذلك اختيار الكيمونو، يتوقف على نوع المناسبة، ومدى رسميتها. وهنا نذكر أنواع الكيمونو الملبوس في المناسبات حسب درجة أهمية ورسمية تلك المناسبات.