أطفال يعزفون مقطوعات كلاسيكية لتشايكوفسكي وهايدن

ضمن برنامج مهرجان أبوظبي الرابع للموسيقى الكلاسيكية

TT

في بادرة مميزة أضفت الكثير من الحيوية على الحدث، خصص المنظمون لمهرجان أبوظبي الرابع للموسيقى الكلاسيكية يوماً خاصاً للطفل يتضمن عدداً من الحفلات التي يقدمها الشباب والأطفال. وكانت الأوركسترا الروسية لموسيقى الحجرة قد شاركت أطفال مدارس مدينة أبوظبي في إحياء أول يوم من هذا البرنامج يوم أول من أمس، بعد أن قدم هذا اليوم من قبل الأطفال كلياً.

وقد غص مسرح المجمع الثقافي بمئات الأطفال من مختلف الأعمار، وقدمت العروض الموسيقية من قبل مجموعة منهم ممن ينتمون إلى مدارس عديدة منها: المدرسة الهندية في أبوظبي، ومدرسة النخبة الموسيقية، ومدرسة الجالية الأميركية، وغيرها من المشاركات المتميزة. وقد قدم التلاميذ مختارات من تشايكوفسكي، وهايدن، ومقطوعات كلاسيكية أخرى، إضافة لعزف منفرد على البيانو والجيتار والكمان، وغناء جماعي من قبل مدرسة النخبة الموسيقية، وقد تميز الحفل بالأداء المميز للمشاركين، والمتعة للمتفرجين الذين انبهروا بهذه المواهب الفتية.

ومن فعاليات اليوم نفسه أحيت الأوركسترا الروسية لموسيقى الحجرة حفلاً على مسرح المجمع لموسيقى أدت فيه الأوركسترا مجموعة من مؤلفات موزارت (الليلة العظيمة، دايفيرشون آلات وترية، كونشرتوفلوت، كونشيرتو بيانو)، إضافة إلى باقة متنوعة من المقطوعات الموسيقية لأشهر مؤلفي الموسيقى في العالم أمثال (باخ، وخاشاتوريان، وتشكايكوفسكي، وبيركوفيتش، وساراساتي، وكريسللار فيفاليدي، ورايدنغ).

يذكر أن الأوركسترا الروسية لموسيقى الحجرة تأسست في روسيا بقيادة المايسترو ميخائيل فرادين بهدف النهوض بالمواهب الموسيقية الشابة والعزف مع الأطفال، وهذا ما يفسر ظهورها معظم الوقت مع الأطفال على المسرح، وقد شاركت الأوركسترا في نشاطات ثقافية عديدة داخل روسيا وخارجها، وقد أثبت أعضاؤها موهبة متميزة إضافة لكونهم طلاب في كلية الموسيقى العليا.

ويهدف مهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية الذي يقام تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، إلى تقديم أبوظبي كوجهة ثقافية هامة، ويحمل أبعاداً تعليمية وإنسانية حضارية.

وأهم ما يميز مهرجان هذا العام هو أنه حدث ثقافي موسيقي رفيع المستوى يمزج بين سحر الموسيقى العربية وروائع الموسيقى الكلاسيكية في الغرب. ويمثل المهرجان في دورته الرابعة انطلاقة جديدة نحو العالمية التي تنشدها أبوظبي، فهو ينقل الأيقونات الموسيقية في رحلة نادرة لأرجاء الجزيرة العربية، وهو يتميز بتوافد عدد كبير من ضيوف الشرف على مستوى وزراء ثقافة ومسئولي المؤسسات الموسيقية الأوروبية والدولية.

وأعربت هدى كانو، عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، عن سعادتها البالغة بما حققته مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون منظم المهرجان بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وهيئة أبوظبي للسياحة، على صعيد الرقي بأهمية تفعيل التعاون الثقافي وتقديم أبوظبي كوجهة ثقافية مُحافظة على جذورها التراثية والثقافية العريقة، ومنفتحة في نفس الوقت على أهم الثقافات العالمية.

وأكدت كانو أن المشاركين في مهرجان أبوظبي هم على مستوى عالمي وسبق لهم أن شاركوا بأهم المهرجانات العالمية وفي أشهر الصالات الموسيقية، ووجودهم في أبوظبي يدل على أن مهرجان العاصمة الإماراتية لا يقل أهمية عن أهم المهرجانات العالمية.

وأوضحت كانو أن المستوى العالمي لمهرجان العاصمة كان دافعاً قوياً لاستقطاب اهتمام ودعم كبيرين من عدد واسع من سفارات الدول العربية والأجنبية المعتمدة لدى الدولة وحضور ضيوف على مستوى رفيع منهم فاروق حسني وزير الثقافة المصري، وهوغو دي غريف الأمين العام لمؤسسة المهرجان الأوربي، وداركو بريك رئيس مؤسسة المهرجان الأوروبي، والدكتور جمال بريتشارد مدير أكاديمية IMG الدولية، وأليتا فينغر مساعدة مدير قسم الشرق الأوسط في مكتب الشؤون الدولية بجامعة ييل.

ويحاول المهرجان عبر تخصيص جدول المحاضرات الصباحية لطلاب الجامعة ان يغرس جذور الموسيقى الرفيعة في نفوس الشباب.

وخلال الفترة الصباحية من المهرجان، الذي يستمر حتى السادس والعشرين من الشهر المقبل، تنظم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، محاضرات ثقافية تترافق مع عزف حي حول تاريخ الموسيقى الكلاسيكية العربية والعالمية، كما تشمل عرض بعض التجارب الموسيقية الخاصة.