حرية تعبيرية وحلول لونية باهرة في معرض رباب نمر بالقاهرة

مفرداتها صيادو السمك والبحر

TT

صائدو السمك وأسواق بيعه «الحلقة» والبحر.. هي مفردات الفنان التشكيلية المصرية رباب نمر، التي استعانت بها فى معرضها المقام حاليا بقاعة «الزمالك للفن» بالقاهرة. قدمت الفنانة من خلاله معرضها تجربةً جديدة تعد امتداداً فكرياً لما بدأته العام قبل الماضي وعرضته آنذاك في معرض لافت حمل عنوان «أبيض.. أسود.. لون». وبرغم اقتصارها على لونين هما الأبيض والأسود خلال رحلتها الإبداعية المتميزة، إلا أنها بدأت في تنويع منظومتها اللونية منذ عامين تقريباً، وهذه المغامرة اللونية كانت أكثر ما يميز أعمال الفنانة، خاصةً فى المراحل التجريبية الأخيرة، والتي خصت بها مدينة الإسكندرية وصائدي السمك والمتنزهات ـ كموضوع لأعمالها الفنية، ونجحت ـ دون شك ـ فى اختراق أسرار اللون حين خرجت بأفكارها العالية عن قوالبه المألوفة، فاستباحت لمساحتها الضخمة حلولاً لونية غاية فى التميز والخصوصية، مستخدمة فى ذلك وسائطها الثابتة من أقلام الحبر الصيني مضافاً إليها بعض مساحات لونية من أثر الفرشاة التي استخدمت بحذر شديد كما تشير الفنانة.

تتميز هذه التجربة بحرية التعبير وتجريد الأفكار إلى حد كبير رغم تعبيريتها التشكيلية، فنجد صائدي السمك عبارة عن علاقات لونية متناسبة مع بعضها بعضا، مع اختصار المراكب وبعض المفردات المحيطة كالأسماك وعربات الكارو والبائعين في هرمونية تشكيلية عالية الدلالة، تعكس قوة الفنانة وسيطرتها الكاملة على مساحاتها المختلفة. وبطول صبر لا ينفد استطاعت أن توظف أكثر من لون فوق مساحات يصعب مع الخامة المستخدمة ملأ فراغاتها الدقيقة بهذا الشكل.

هذا الدأب يؤكد أن رباب نمر واحدة ضمن فئة قليلة من الفنانين استخدموا هذه التقنية الصعبة داخل مصر، وهي أيضاً من أهم القائمين بتبني أفكار آخذة في التطور. ثم أنها دائماً ضمن من أخذوا فوق عاتقهم مسؤولية الفن والعمل على تأريخ صفحات مؤثرة داخله، مما يؤكد لها هذا الحضور الطاغي معرضاً تلو الآخر.