معرض «كما نراه» يتخطى الصور التقليدية

سعوديات وبريطانيات في جدة يحوّلن لقطات «الكاميرا» إلى رسالة لـ «السلام» بين الشعوب

TT

التقطت شابات سعوديات وبريطانيات بـ«زومات» عدساتهن الصغيرة، رسالة بالفلاش، مفادها بأن السلام أسلوب حياة بين الشعوب، من خلال جولة بريطانية سعودية للتعريف بثقافة الشعبين من خلال الصور، وإقامة المعارض التي كان آخرها معرض الصور الفوتوغرافي الذي افتتح أبوابه للزوار في جده أمس الأول.

وقالت نور عطار، وهي مصورة فوتوغرافية سعودية، مشاركة في المعرض لـ«الشرق الأوسط»، ان المشاركة في المعرض، كان أكثر من حلم واضافت: «تجولنا في القرى البريطانية، وتعرفنا على المسلمين هناك. وميض الفلاش في ذاكرتي ما زال مرتبطا بتلك اللقاءات التي كان الإسلام فيها هو اللقطة الأبرز».

ويعكس «نيجاتيف» الخبرات بين السعوديات والبريطانيات، حسب رؤية عطار «تلك المساحات المبهرة في حياة الجانبين. أعجبتنا ثقافتهم وتعاملهم مع الاسلام كنمط حياة، وأبهرتهم حميميتنا العائلية وهم يشاهدوننا كأسر سعودية نجتمع يوميا على سفر الطعام ونتبادل الاحاديث البسيطة».

وكانت المشاركات من السعودية، ومعظمهن دارسات للتصوير الفوتوغرافي، تقدمن بصور خاصة لهن، ليتم ترشيحهن بعد ذلك من المركز الثقافي البريطاني في السعودية، للانضمام لفريق الرحلة التي تحمل في مضامينها ثقافة التواصل بين الشعوب، وتحويل «الكاميرا» إلى واجهة إعلامية، والمشاركين إلى رسل سلام.

واختلفت زاوية الرؤية هذه المرة لدى المصورات البريطانيات اللاتي وجدن ما هو أكثر من «الجمل العربي» و«الصحراء» لتصويرها، حيث خطفت العباءة السعودية، ومنظر الناس وهم يدخلون المساجد، حسهن الابداعي. حيث جاءت التفاصيل في اللقطات المعروضة متسقة تماما مع روح العصر الجديد في استخدام التقنية بشكل أفضل، والاعتناء بالتفاصيل.

ويأتي تنظيم المعرض برعاية وزارة الثقافة والإعلام السعودية، والمركز الثقافي البريطاني بالمملكة، تحت عنوان «كما نراه»، والذي يستمر حتى الثالث من مايو (أيار) القادم، ويضم بين جنباته 60 عملاً فوتوغرافيا، سعوديا وبريطانيا، تم تنفيذها وجمعها على مدى السنوات الثلاث الماضية، من خلال زيارات تبادلية تمت لشباب البلدين، أتاحت لهم الفرصة لتبادل الآراء والأفكار والخبرات، واستطاعوا خلالها استطلاع الهوية الثقافية والوطنية فيما بينهم، وتعرَّف كل منهم على بلد الآخر، عن طريق التصوير الفوتوغرافي، وتمكنوا خلال لقاءاتهم من إرساء علاقات صداقة قائمة على المصالح المتبادلة، والألفة، والاحترام بدلاً من جهل كل طرف بالآخر. ويأتي المعرض كثمرة لمشروع بدأه المركز الثقافي البريطاني بالمملكة في عام 2003، يهدف إلى تبادل الثقافات، والخبرات، وتعزيز التفاهم، والتعلّم، والاحترام المتبادل بين الشباب من مختلف الخلفيات الثقافية، من خلال تنظيم رحلات تبادلية لشباب البلدين لتحقيق التقارب بينهم، وتعرف كل منهم على الآخر عن قرب وكان التصوير الفوتوغرافي الأقرب لتسجيل انطباعاتهم، باعتباره وسيلة جامعة، وذكرى تدوم مع الأيام. وعبَّر السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية ويليام باتي، عن سعادته لإقامة هذا المعرض، وقال إنه يشكل مثالاً ممتازاً على كيفية مساهمة الشباب في البلدين لعمل ما يمكن أن يساعد في بناء فهم أعمق، وخلق علاقات إيجابية دائمة بين الجانبين، المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة.