فيلم وثائقي عن منبر صلاح الدين على شاشة السينما في لندن

ولي عهد بريطانيا يحضر العرض الافتتاحي

TT

بمناسبة العرض الأول لفيلم «سلم الى السماء» أو ستيرواي تو هيفن، في ليستر سكوير بمدينة لندن أمس، أقيم حفل حضره ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز والأميرة بادية بنت الحسين من الأردن مع مجموعة من المدعوين. ويدور الفيلم الوثائقي حول منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى والذي تعرض للتدمير بأيد إسرائيلية متطرفة عام 1969. ويربط الفيلم بين عملية الترميم والاهتمام العالمي بالفن الإسلامي. ويروي الفيلم تاريخ المنبر والذي يرجع الى 800 عام، وهو مصنوع من خشب الجوز والأبنوس ومزخرف بالعاج الأصلي وبأسلوب هندسي هو الأول في نوعه عالميا، وقضى الحرفيون في بنائه 30 عاما من العمل الدؤوب، وبلغت تكلفة الترميم مليونا و700 الف دولار. والمعروف عن الأمير تشارلز اهتمامه بالحضارة الإسلامية ومشاركته بالدعم المادي والمعنوي في العديد من المشاريع المرتبطة بالتاريخ والفن الإسلامي. وقامت المدرسة التي أسسها للفنون التقليدية في لندن بالتعاون مع جامعة البلقاء في الأردن بالعديد من المشاريع.

وقال منتج الفيلم أندرى سينغر إن الأمير تشارلز ساهم في عملية جمع التبرعات للمشروع وخاصة بعد رؤيته للمنبر خلال زيارته للأردن في أكتوبر (تشرين الأول) 2004.

وقام بأداء دور الراوي في الفيلم الممثل البريطاني كينيث برانا المعروف بأفلامه المستوحاة من مسرحيات شكسبير.

وكذلك دعم الامير تشارلز مهرجان الثقافات الاسلامية، وهي احتفالية ثقافية وفنية انطلقت العام الماضي في بريطانيا وتختتم فعالياتها في شهر يونيو المقبل.

أنجز المنبر، نور الدين زنكي عام 1167 اي قبل تحرير القدس بعشرين عاما ونقله صلاح الدين الايوبي من موقع صناعته في منطقة «الحلوية» بحلب الى القدس عام 1187. ويتكون المنبر من 16 ألف قطعة خشبية «معشقة» بعضها مع بعض بدون استخدام اي مواد لاصقة او مسامير شكلت بدورها منبرا فريدا يعد الوحيد في نوعه عالميا. ووصل ارتفاعه الى ستة امتار بعرض سفلي اربعة امتار فيما بلغ عرض الدرج مترا واحدا.

ولم يأت الاهتمام بإعادة صنع المنبر من فراغ كما ينوه المهندس نجم، بل لانه عنوان للنصر الذي احرزه المسلمون بقيادة صلاح الدين الايوبي على «الإفرنج»، ولِمَا يُشكله من عزة وفخر وقدسية، انطلاقا من اهميته التاريخية والدينية. ويعد المنبر الذي اعاد صنعه فنانون ومصممون من الاردن وسورية وتركيا ومصر وماليزيا والمغرب واندونيسيا تحفة فنية نادرة ستعود الى مكانها بعد عقود على إحراقها وبعد مرور 800 عام على المنبر الاصلي وفقا لامين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان. وكان المنبر قد وصل إلى الحرم القدسي الشريف بعد إتمام تجهيزه في الأردن في شهر يناير.