مغارات هرقل في طنجة تخضع لعملية اعادة تأهيل

أحد أقدم المعالم الأثرية المغربية يعاني من حالة تدهور

TT

قال مصدر من المجموعة الحضرية بطنجة إن الموقع السياحي لمغارات هرقل الذي يعتبر احد أقدم المعالم الأثرية في المدينة سوف يخضع لعملية اعادة تأهيل شاملة بسبب تعرضه لأضرار جسيمة ناتجة عن تراكم الأبنية العشوائية والأكواخ المعدة لبيع الهدايا للسياح قربه بشكل غير قانوني، مما اثر على بنيته الداخلية والجيولوجية وأدى الى تدهورها بعدما صمدت في وجه عوادي الزمن لقرون طويلة، ولكنها لم تفلح في الصمود امام فوضى التعمير التي مست مدينة البوغاز في العقود الأخيرة.

ومن المتوقع ان يتم انجاز المشروع بشراكة تقنية ومالية بين بلدية طنجة وبلدية «باخو غاد الكبير» الأندلسية الإسبانية، بهدف صيانة المنطقة وإزالة آثار التعمير العشوائي منها، واتاحة الفرصة للزوار لمشاهدة مضيق جبل طارق والاستمتاع بالطبيعة الجيولوجية المتميزة للموقع.

وتعاني مغارات هرقل في الوقت الحالي من حالة تدهور متقدمة. وكان جزء من غلافها الصخري الداخلي قد انهار في 2003، مما أدى في حينه، الى إغلاقها إمام الزوار في انتظار تقييم حالتها والخسائر التي لحقت بها. وهي الخسائر الناجمة، على الأرجح، عن اثر التسربات التي بدأت تصلها من البنايات الني أقيمت فوق الموقع وبالقرب منه من دون دراسات. فقد استقر على الرصيف، الذي يشكل سقف المغارة، عدد من الخواص الذين بنوا به مقاهي وحوانيت لبيع التذكارات للسياح الذين يفدون بكثرة الى المكان. وكانت الوكالة الحضرية لإقليم طنجة، وهي هيئة حكومية مكلفة تقديم العون للسلطات المحلية في تنظيم ومراقبة التعمير، قد قدمت في 2004 مشروعين هندسيين لإنقاذ الموقع وإعادة تأهيله. وكان المشروع الأول يقترح مسح المحال التجارية المقامة بعين المكان بشكل جذري وتعويضها بمشروع سياحي موحد ومنسجم، في حين يقترح المشروع الثاني تأهيلا للموقع مع الأخذ بعين الاعتبار إدماج المحال الموجودة به في إطار منطقة خضراء.

ويتضمن المشروع الحالي، الذي تم اعتماده بتنسيق مع الجانب الإسباني، عملية تجميل وتأهيل لهذا الفضاء التاريخي عبر المزج بين المشروعين السالفي الذكر، مع تزويد المغارة بمرفق مكلف تقديم المعلومات وإضفاء حركية على داخلها باستخدام الصوت والصورة لضوء على طريقة المتاحف التفاعلية العصرية.

وتعاني عدد من المواقع الأثرية والتاريخية في شمال المغرب من ضروب مختلفة من الإهمال تمنع الاستفادة منها على مستوى العرض والترويج واستقطاب السياح،مثل موقع «كوطا» الروماني المجاور لمغارات هرقل وموقع ليكسوس الموجود قرب مدينة العرائش والذي يعاني من مشاكل السرقات والانتهاكات التي يتعرض لها بشكل منتظم بسبب عدم توفره على حراسة كافية.