دبي تسعى لإحياء تجارة اللؤلؤ بعد عقود على اختفائها

مع الإعلان عن إطلاق متحف «لآلئ دبي»

TT

منذ تراجع صيد اللؤلؤ والاتجار به في منطقة الخليج في الخمسينات نتيجة تغير اتجاهات تجارة المجوهرات من جهة وظهور مزارع اللؤلؤ الصناعي في اليابان وانتشارها في انحاء العالم بعد ذلك، خبا الاهتمام في دبي بهذا الحجر الكريم الذي كان من اهم العوامل التي جعلت من هذه الامارة مركزا تجاريا ناميا منذ مطلع القرن الماضي. ومن الخطوات الملموسة التي اتخذتها دبي في الآونة الاخيرة لإحياء تجارة اللؤلؤ تأسيس بورصة للإتجار به والأهم من ذلك إطلاق مشروع «لآلىء دبي» الذي سيكون بمثابة مجمع متكامل يضم مزرعة لؤلؤ وأكاديمية تعليمية وسوقا لبيع اللؤلؤ. وسيضم المركز ايضا متحفا حول الأساطير والحكايات التي تتعلق باللؤلؤ وبالرحلات البحرية بالمنطقة. ولا تتوفر ارقام دقيقة عن مساهمة تجارة اللؤلؤ في اقتصاديات منطقة الخليج حتى منتصف القرن الماضي، الا ان المصادر التاريخية تشير إلى وجود مكامن كبيرة للؤلؤ تمتد من الكويت الى رأس تنورة ومنها الى دبي مع مكامن اصغر قبالة مسقط. وكان موسم الصيد يمتد سنويا من شهر إبريل (نيسان) إلى سبتمبر (ايلول) حيث تبحر عشرات السفن تحت قيادة النوخذة الى المكامن من اجل الصيد الثمين. ويتولى مركز دبي للسلع المتعددة ادارة مشروع لآلئ دبي فيما سيقوم ايضا بعرض اللآلئ الجديدة التي سيتم إنتاجها في مزرعة لؤلؤ قبالة ساحل دبي، كما سيعمل على تطوير وتدريب المواهب الإماراتية في مختلف مجالات تجارة اللؤلؤ.

ويهدف هذا المشروع الطموح إلى إحياء المكانة التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كوجهة رائدة في مجال تجارة اللؤلؤ. وعلى غرار المشاريع الأخرى لمركز دبي للسلع المتعددة، سيقوم مركز «لآلئ دبي» بتطوير مختلف مراحل دورة عمل هذه الصناعة ابتداءً من الإنتاج وانتهاء ببيع التجزئة. وستكون «بورصة دبي للؤلؤ» التي تم الإعلان عنها مؤخراً، جزءا أساسياً من هذه الدورة، حيث ستوفر منصة حصرية لتداول اللؤلؤ. وستنتج مزارع اللؤلؤ ما سيعرف بـ«لآلئ دبي» ذات المواصفات التي حددها مركز دبي للسلع المتعددة، لتكون بمثابة شهادة منشأ تثبت أنها أنتجت في مياه الامارة. ويقول أحمد بن سليّم، المدير التنفيذي للعمليات في «مركز دبي للسلع المتعددة» أن مركز «لآلئ دبي» سيوفر برامج تدريبية مكثفة للمواطنين الإماراتيين الراغبين في الانضمام إلى قطاع اللؤلؤ، مما يتيح الفرصة للعودة بهذه الصناعة إلى جذورها في منطقة الخليج. ولتوفير دخل يشغل المركز سيتم تنظيم رحلات سياحية لزواره تتضمن مراقبة الحياة البحرية كما لو أنهم غواصو لؤلؤ حيث سيعبرون الأنفاق الزجاجية تحت مياه مرسى خاص. كما سيتم نقل الزوار بواسطة الزوارق وقوارب «البوم» التقليدية المزودة بأحدث التقنيات، إلى أماكن تم تصميمها خصيصاً لتمنحهم تجربة حقيقية في الغوص على اللؤلؤ. وتقول المصادر ان المركز قد يسعى لجلب اللآلئ الكبيرة الى واجهات معروضاته اما بشرائها او استعارتها ومنها اكبر لؤلؤة في العالم التي تعرف باسم لؤلؤة الرجاء التي كان اول مالك لها البريطاني هنري فيليب في القرن التاسع عشر. ويبلغ طول هذه اللؤلؤة بوصتين بينما يتراوح قطرها بين ثلاث بوصات وربع البوصة واربع بوصات ونصف البوصة وهي معروضة حاليا في متحف التاريخ الطبيعي في لندن.