رياضة التجميل

رفيتا يوغا.. هل تحل محل البوتوكس والكولاجين في إعادة عقارب الزمن إلى الوراء؟

TT

بالنسبة لمساء يوم جمعة كانت غرفة التدريب في نادي الصحة والمضرب في نيويورك مزدحمة. جلس اكثر من 12 شخصا ذقونهم موجهة للسقف، وشفاههم ممتدة للأمام وكأنهم يستعدون للتقبيل.

وبعد ذلك دقوا على أفواههم خمس مرات بالسبابة والوسط، علي أمل زيادة اكتناز شفاههم ولونها. وقيل لهم انهم اذا ما فعلوا ذلك يوميا، سيبدون وكأنهم حقنوا شفاههم بالكولاجين. أهلا بكم في جلسة «رفيتا يوغا».

تقول انليز هاجن معلمة رفيتا يوغا، التي تجمع بين اليوغا وتمارين الوجه: «إن المقاومة هي التي تقوي العضلات»، ويعتبرها البعض وسيلة فاعلة لمواجهة الوجه المقطب والتجاعيد والترهل. وقالت «كل وضع او تمرين يهدف الى إراحة العضلات والقضاء على التضاريس التي حفرها الناس على وجوههم من دون ان يدروا».

الفكرة، أنه اذا اردت تضييق انفك حتى يبدو رفيعا، مثلا، عليك التنفس من كل فتحة انف على حدة، طبقا لتعالم رفيتا يوغا. ومن بين التعاليم الاخرى افتح عيناك الى اخرها لكي تقضي على التجاعيد تحتها. ففي عصر تعتبر فيه الشيخوخة مرضا وآفة تجب مقاومتها بأي شكل من الأشكال، أصبحت اليوغا تستخدم كعلاج شامل، ولم تعد رؤية الناس يجمعون بين الامرين تثير الدهشة. وتتأسس العديد من فصول اليوغا في الولايات المتحدة، وتزداد أعدادها، بالإضافة الى نشر العديد من الكتب في مجالها، مع العلم انها تهتم بقطاع من السكان يريد الاستفادة من نتائج عمليات جراحية بدون تكلفة أو مخاطر.

غير ان الاطباء المتخصصين في امراض الجلد والوجه يقولون انه من غير المرجح نجاح اليوغا في حل تلك المشاكل، إلا انها قد تريح الممارسين نفسيا، وهو ما تؤكده انليز هاغن، وهي ممثلة سابقة بقولها إن «الناس باتوا يبحثون عن بديل صحي للظهور بمظهر جيد بدون مواد اصطناعية أو تدخل جراحي». مضيفة أنهم يفضلون التحكم في الشكل الذي يظهرون به، «وانا أعلم طلابي إراحة العضلات بدلا من شلها وتجميدها مثل ما يفعله البوتوكس».

وفكرة دمج التمارين والتجميل ليست بالفكرة الجديدة، فقد كانت المجلات تنشر الكثير من المقالات حول تقوية عضلات الوجه في السابق، الا ان الفكرة اتخذت بعدا جديدا في العام الماضي، حيث ظهرت نواد خاصة لممارسة هذه الرياضة التجميلية. ففي منتجع بحيرة أوستين بولاية تكساس يخضع النزلاء إلى سلسلة تتكون من 23 حركة خاصة بالوجه، تهدف الى التخلص من التوتر الوجهي وشد العضلات المرتخية والتخلص من تجاعيد الوجه.

اما مركز كابيولاني الصحي في هونولولو بهاواي، فيقدم 6 جلسات كل منها تستغرق ساعتين، تهدف الى تحقيق «توازن في الوجه» في الوقت الذي تنشط فيه الجلد.

غاري سيكورسكي الذي يحمل شهادة في يوغا الوجه، في منطقة اتلانتا، يحكي بسعادة عن إحدى طالباته التي انهت تمارينها: «كانت تتدرب وحدها كثيرا وكانت تبدو رائعة، فقد ارتفع الركنين في جوانب فمها وهي الآن تبدو اصغر بكثير».

كما ذكر ان آخر فصل دراسي عقده جذب 25 شخصا لتنشيط 57 عضلة في الوجه والرقبة وفروة الرأس. وبعد انتهاء الدورة قدم لهم كتابا من 33 صفحة وقرصا مدمجا وقائمة بالمواد الغذائية والفيتامينات التي عليهم ان يتبعوها، مع أن تكلفة الدورة لا تزيد على 250 دولارا وهي رخيصة بالمقارنة بالتقشير بالليزر الذي تصل تكلفته الى 600 دولار. وكان من الطبيعي ان يهتم قطاع النشر بهذا الحماس الجديد، فبالاضافة الى كتاب هاغن، هناك كتاب «شد الوجه عن طريق اليوغا لماري فيرونيك نادو، الذي صدر في الشهر الحالي. وتقول نادو البالغة من العمر 59 سنة: «جراحات التجميل يمكن ان تجعل الوجه يبدو مثل الفاكهة المدهونة بالشمع، ولا تحل مشكلة الترهل على المدى الطويل».

وتقول ماريان دونر مديرة اللياقة في نادي الصحة والمضرب في نيويورك: إن فصول هاغن الخاصة بـ«رفيتا يوغا» هي جزء من اتجاه جديد لاحظته وهي تنظم 600 فصل دراسي في 10 مراكز للياقة كل اسبوع. وقالت «ان الاتجاه الآن في الفصول هو المزج، جمع عالمين معا».

وأوضحت دونر «بالنسبة لرفيتا يوغا اخذت انليز معلوماتها عن تمارين الوجه من خلفياتها في مجال التمثيل ومزجتها بتعاليم اليوغا. وعندما حضرت لي في العام الماضي وقدمت هذه الفكرة، اهتممت بها على الفور».

والسؤال الذي يتبادر للذهن هو هل لهذه التمارين والتدريبات أية فوائد، وهل هناك من بديل لتجميد العضلات؟ الدكتور دنيس غروس وهو طبيب امراض جلدية في مانهاتن وصاحب كتاب «مستقبل وجهك» يقول: «لا يوجد شيء له تأثير طويل المدى مثل حقن البوتوكس والكولاجين».

واضاف «شد الوجه وتمارين اليوغا تؤدي الى تخفيض النبضات المرتبطة بالتوتر، التي تؤدي الى ظهور الخطوط علي الجبين. اما اكتناز الشفتين فهو ناجم عن التدليك ولعدة دقائق، لكن ما أن يبدأ الشخص في ممارسة حياته العادية مرة اخرى حتى يبدأ الوجه في التوتر مرة اخرى وتتلاشى فوائد التنفس العميق والاسترخاء».

ويؤكد الدكتور ريتشارد الياس جراح الفم: «اذا كانت لديك بعض التجاعيد والتقطيب فإن الاسترخاء لن يؤدي الى اختفائها». إلا انه اشار الى عدم وجود سلبيات بالنسبة لتمارين الوجه، بل العكس، فقد تساهم التدريبات في منع ظهور التجاعيد، موضحا: «الترهل تحت الرقبة والتجاعيد عند الفم كلها إشارات تنذر بالشيخوخة، ولن تقضي عليها فصول اليوغا. واذا ما نجحت في جعل عضلات وجهك اكبر، فهذا لن يؤدي الى تحويل الجلد من مترهل إلى قوي ومشدود، كما لن يساعد في ازالة الدهون. شد الوجه جراحيا هو الوحيد الذي يؤدي الى ذلك، وعندما تجري عملية شد وجه، فأنت تزيل الدهون والجلد المترهل وتشده». التشكيك في فاعلية اليوغا في إضفاء الشباب والنضارة على الوجه، لا يشكك فيها الأطباء والجراحون فحسب، فحتى بعض معلمي اليوغا، مثل رودني يي، وهو مدرب يوغا معروف فيقول: «لم نكتشف بعد ينبوع الشباب، بالرغم من سعي الناس الدائم للحصول عليه. مما لا شك فيه أن اليوغا تضيف تألقا على الوجه وتريحه، وهو الأمر الذي يجعلك تبدو أصغر، ولكن التركيز على الوجه فقط امر محدود ويبدو بالنسبة لي لعبة تسويقية».

* خدمة «نيويورك تايمز»