الحرارة تصيب موسم المزادات العالمية

بيع ساعة من باتيك فيليب بأحجار الياقوت الأحمر تتوسطها صورة للملك سعود

TT

ليس من قبيل الصدفة ان دور المزاد الكبرى تختار بصفة تقليدية مواعيد متقاربة لمزاداتها للساعات والجواهر الثمينة، ففي يومي 15 و16 من مايو (أيار) وخلال مزادي دار كريستيز ودار سوذبيز للساعات التاريخية والجواهر الثمينة في جنيف سيتجلى المزيد عن قوة العلاقة التاريخية بين علم قياس الوقت وفن صناعة الساعات وتصميم الجواهر.

خبراء مزاد سوذبيز يشيرون، مثلا، الى التحالف التاريخي الذي بدأ في عام 1851 بعد مصافحة بين أنطوان نوربرت دي باتيك، صاحب الشركة السويسرية العريقة لساعات باتيك فيليب، وتشارلس لويي تيفيني، والد المصمم الشهير لجواهر تيفاني. وبعد ثلاث سنوات من التحالف الرسمي بين الشركتين بدأ تيفاني بتقديم ساعات باتيك فيليب الى السوق الأميركي عن طريق متاجرها للجواهر في أميركا.

خبراء سوذبيز يقولون إن ساعات باتيك فيليب، التي تباع من متاجر تيفاني للجواهر، أو التي تحمل على صفيحة وجه الساعة اسم الشركة، تحقق أسعاراً أعلى. وفي مزاد سوذبيز في جنيف ستعرض اليوم، 15 مايو (أيار)، ساعة بهذا الوصف مرصعة بخمس وعشرين جوهرة. التخمينات الأولية لخبراء المزاد تشير الى ان سعرها سيتراوح ما بين 207 آلاف الى 290 ألف دولار. هذه الساعة مصنعة في عام 1969 وخبراء المزاد ينقلون معلومات مهمة عنها من أرشيفات باتيك فيليب.

خبراء السوق يقولون ان السياسة التسويقية لشركة باتيك فيليب، والرسالة التي تحملها اعلاناتها التجارية، تلعبان دورا رئيسيا في تسويقها، لأنهما ينقلان الى هواة الاقتناء رسالة مفادها ان «اختيارك لساعة باتيك فيليب يدل على اختيار ناضج ويجعل انفاق المال عليها استثمارا». وأقوى الاعلانات الحالية للشركة يقول «انك لن تملك باتيك فيليب أبدا بل تحافظ عليها للجيل المقبل». وفي مزاد سوذبيز نفسه، تعرض ساعة باتيك فيليب بأحجار الياقوت الأحمر، وفي وسط الساعة صورة للملك سعود. خبراء المزاد يقولون ان المعلومات المصاحبة لهذه الساعة من أرشيف الدار تؤكد أنها صنعت في عام 1956 وان تاريخ تفويض صنع ما بين خمسين و150 ساعة من هذا النوع كان في 1955 . ويقدر ان يصل سعرها في المزاد ما بين 8 آلاف و300 دولار ـ الى 12 ألفا و500 دولار.

اما في مزاد كريستيز بجنيف اليوم، فالتوقعات عن اجمالي عوائد هذا المزاد تتجاوز 13 مليون سويسري. وكانت كريستيز في مزاد يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قد أعلنت عن بيع ثالث أغلى الساعات في العالم في صالاتها في جنيف حيث حققت ساعة باتيك فيليب مليونا و945 ألفا و40 دولارا.

خبراء كريستيز يقولون ان مزاد اليوم ستعرض فيه أكبر مجموعة من الساعات التاريخية، إذ ستضم 486 ساعة تاريخية تحمل تواقيع أشهر الشركات المصنعة للساعات في العالم وإبداعاتها الفنية والتقنية في علم قياس الوقت وفن صنع الساعات على مدى أربعين عاما.

ومن بين الساعات المعروضة في هذا المزاد ساعة باتيك فيليب يعود تاريخ صنعها إلى عام 1957 وتم بيعها في ايطاليا من قبل غوبي (Gobbi ) للجواهر في ميلانو. التخمينات الاولية لسعرها تتجاوز مليون فرنك سويسري.

يوم غد، 16 مايو (أيار) ستعرض في مزاد الجواهر لكريستيز وسوذبيز بجنيف مجموعة كبيرة من الجواهر يقسمها خبراء المزاد ما بين جواهر رائعة ونفيسة، وجواهر تاريخية امتلكها نبلاء وشخصيات تاريخية، وتحمل أسماء مصممين من أمثال Boivin بوافان و Boucheron بوشرون، وبولغاري Bulgari وهاري وينستون Cartier وكارتييه Harry Winston ولاكلوش Lachloche وفان كليف أند آربلز Van Clef & Arpels .

تجدر الإشارة إلى ان المعروضات في هذا المزاد تعكس قوة سوق أحجار الالماس والاحجار الثمينة. وبين أغلى وأهم المعروضات في هذا المزاد أقراط أذن من الماس صممها كارتييه، وتزن احجارها .677 و 6 و18 قيراطا. ويقدر ان تحقق سعرا يتراوح ما بين 350 ألف دولار الى 500 ألف دولار.

الملاحظ أن عودة تصاميم كارتييه الى المزادات من خلال الجواهر المصممة بأحجار نادرة للغاية، تفسر جانبا من شغف هذه الدار بتصاميم تاريخية استلهمها من مجوهرات المغول والفرس، بل وحتى من سعف نخيل الشرق الأوسط.