ألمان وأتراك يبنون سفينة نوح على جبل آرارات

محذرين من طوفان البيئة

TT

يحاول نجارون وتقنيون ومهندسون ألمان وأتراك، تحذير العالم من مخاطر انهيار البيئة على المستوى الدولي، عن طريق بناء سفينة تشبه سفينة نوح. وتعمل المجموعة، التي تنشط لصالح منظمة «غرين بيس» البيئية الدولية، بنشاط منذ أيام لبناء هيكل السفينة على جبل آرارات الشهير في تركيا.

وذكرت اروترون البرت، المتحدثة باسم «غرين بيس»، أن الله أغرق البشر بالفيضان، بعد ان طغوا على الأرض وتمادوا بشرورهم. وترى «غرين بيس» ان البشر بحاجة إلى تحذير جديد من «طوفان البيئة»، لأنهم يسيئون إلى الأرض والخليقة. وبنى سيدنا نوح فلكه، كما أوصاه الله، وأوصل الحيوانات إلى بر الأمان، بعد انحسار الفيضان على قمة جبل آرارات في اليوم السابع عشر من الشهر الثامن عشر للفيضان. واعتبرت البرت سفينة «غرين بيس» رمزا على ان مصير البيئة حاليا يقع أيضا بيد البشر، وأنهم قادرون على وقف التحولات المناخية التي تهدد الأرض.

ويعمل منذ 10 مايو (أيار) الحالي على كتف جبال آرارات، غير بعيد عن القمة المغطاة بالثلوج، 20 ألمانيا وتركيا على بناء السفينة طوال 8 ساعات يوميا. وتم تصميم وانتاج قطع الخشب الكبيرة في مدينة قريبة، ويتولى 40 حصانا رفعها يوميا إلى موقع العمل على الجبل. وتم اختيار موقع العمل على الجبل بارتفاع 2500 متر عن مستوى سطح البحر، مع ملاحظة أن آرارات هو أعلى جبال تركيا (5165 مترا). يبلغ طول السفينة 10 أمتار، عرضها 4 أمتار وعمقها 4 أمتار أيضا. وسيجري بناؤها من قطع خشب منحوتة من نفس المقاييس، وتربط ببعضها بواسطة مسامير خشبية كبيرة.

ويخطط المهندسون للانتهاء من بناء السفينة يوم 31 مايو الحالي في أقصى تقدير. ويودون في الحقيقة انجازه قبل قمة الصناعيين الثمانية الكبار في ألمانيا بين 6 ـ 8 يونيو (حزيران) القادم. وسيعمل ناشطو «غرين بيس» على إرسال الأخبار والصور من على متن الباخرة تضامنا مع التظاهرات الاحتجاجية الكبيرة التي سترافق انقاد القمة في هايليغندام (شرق ألمانيا).

وقال اندرية بروهلنغ، خبير المناح في منظمة «غرين بيس»، ان الدول الصناعة الكبيرة مسؤولة عن 50% من غاز ثاني أوكسيد الكربون، الذي ينطلق في العالم. ولهذا فإن سفينة نوح الجديدة هي تحذير لهم من «الطوفان» المقبل، إذا لم يفعلوا شيئا لوقف تدهور التحولات المناخية. وأضاف بروهلنغ، ان السلطات التركية أجازت الفعالية بسهولة غير متوقعة، وربما يعود السبب إلى أن المنطقة غير سياحية. بل ان حاكم المنطقة العسكري في تركيا، وعد بتوفير العون في حالة حدوث شيء. وهي اشارة إلى الخلافات مع ارمينيا، التي تعتبر جبل آرارات إرثا قوميا يتعلق بتاريخ اضطهاد الأرمن على أيدي الأتراك. ويبعد جبل آرارات كيلومترات قليلة عن الحدود الأرمينية والإيرانية، ويقال ان اسمه يعود إلى الأشورية القديمة «اورارتو».

ومن المخيم الأخضر «غرين كامب»، على كتف آرارت، سينطلق فريق من 18 متسلقا يوم 30/5 باتجاه القمة المتجمدة في فعالية رمزية، تؤكد إصرار أنصار البيئة على تحقيق أهدافهم. وستنطلق من السفينة 206 حمامات، رمز عدد دول الأرض، لتقود الأمم الضائعة إلى بر «البيئة» كما قادت الحمامة النبي نوح إلى قمة آرارات. ويعتبر فريدريش بارو جونيور، عميد جامعة دوربا (ايستلندا) أول من بلغ قمة الجبل العالية عام 1829.

وكلفت فعالية بناء السفينة اكثر من 120 ألف يورو وفرت منظمة» غرين بيس» معظمها من تبرعات أنصارها. وشاركت الدولة التركية بجزء كبير من المبلغ، شرط أن تخصص السفينة في المستقبل كدار استراحة يلجأ إليها متسلقو الجبل.