المرأة مركز الإبداع والطبيعة في معرض مصوغات الفضة في المكسيك

TT

يشهد متحف فرانز ماير Franz Mayer بمدنية نيو مكسيكو، الذي بدأ في 22 من مايو (أيار) الحالي ويمتد إلى غاية 12 من شهر أغسطس (آب)، معرضا خاصا بالفضيات صاغتها مجموعة من الفنانين المعروفين من أمثال البريطانية الأصل، ليونورا كارينتون، والمكسيكيون فرانسيسكو توليدو، خوان سوريانو وخوزيه لويس كويفاس. من يطوف بهذا المعرض لا بد ان يتبادر إلى ذهنه كيف استهوى فن صياغة الفضة فنانون ذوو أمزجة مختلفة، رومانسية في روحها أكثر من كونها كلاسيكية بمعنى انها رجحت سجايا العاطفة والبداهة والاحساس على العقل والانسجام والنظام ؟ الجواب يكمن في السريالية التي استهوت العديد من الذين اجتمعت أعمالهم في هذا المعرض في المكسيك حيث تحظى المرأة بالنصيب الأوفى من الإبداع في المصوغات المعروضة.

وفي الصف المتقدم لأسماء مصممات المعروضات الرسامة، ليونورا كارنغتون، وهي من مواليد عام 1917 وكانت قد انتقلت الى المكسيك في عام 1942 بعد ان أمضت الثلاثينات في تنفيذ لوحات سريالية . لكن الأهم في هذا المعرض هو ان المعروضات تكشف أهمية التحام الفنون كلها في تجربة الفنان، فالمصوغات المعروضة استمد مصمموها أفكارهم فيها من فنون الرسم والنحت والعمارة في فترة بلغوا فيها ذروة نضجهم الفني.

وفي الواقع لم تكن الفنانة كارنغتون وحدها التي اتخذت من المكسيك موطنها الثاني بل ان المتحف المكسيكي نفسه الذي افتتح في عام 1986 في مبنى جميل يعود تاريخه الى القرن السادس عشر ويقع على ساحة Plaza de la Santa Veracruz يعود الى جهود مهاجر ألماني اتخذ المكسيك موطنا له في عام 1905 حيث جمع ثروته هناك وأهدى مجاميعه للبلاد لإقامة متحف خاص بها، بل ورتب لها أمانة خاصة مع البنك الوطني المكسيكي لضمان تواصل دراسة مجاميع المتحف.

والمعروضات في هذا المعرض من نتاج شركة Tane Orfebres المكسيكية والتي كانت قد تأسست في عام 1942 بصفة شركة متخصصة في صياغة الفضة. ومنذ السبعينات اشتهرت هذه الشركة المكسيكية بتعاملها من كبار المصممين والمصممات للفضة وتولت تفويض تصميمات العديد من المعروضات والمنحوتات في المكسيك وفي الخارج، ومن بين الأسماء اللامعة التي دخلت انسيكلوبيديا فن صياغة الفضة: لويس باراغين وهيربرت باير وليونورا كارنغتون وكارلوس ميريدا وغيرهم.