رغم الاحداث التي تعصف بلبنان وجد متحف سرسق في بيروت سبيلا لاقامة نشاط لا يقل أهمية عن المعارض التشكيلية التي درج على تنظيمها. إنما هذه المرة خصصت التظاهرة الفنية لتكريم الرسام اللبناني الراحل جورج داوود قرم في معرض استعادي. هذا الفنان الذي ولد في بيروت عام 1896 سافر إلى أوروبا لدرس فن الرسم في المعهد الوطني للفنون الجميلة في باريس وذلك بعد الحرب العالمية الأولى. وحين عاد الى بيروت لم يبخل بعطاءاته. إذ إضافة الى انتاجه الفني الغزير عمل على تأسيس المتحف الوطني والمعهد الوطني للموسيقى. وفي العام 1930، هاجر إلى الإسكندرية حيث اقام معارض عديدة. وعاد إلى لبنان عام 1955 وتوفي في بيروت عام 1971.
وتتركز أعماله على رسم البورتريهات والمناظر الطبيعية ليس فقط في لبنان انما في مصر وقبرص وفرنسا. واللافت أنه في النوعين أبدع. فمن ينظر الى بورتريهاته يلاحظ مدى دقته في رسم تعابير الوجه من دون أن تفوته تلك العيوب الصغيرة التي تضفي جمالا على الشكل العام. وكذلك عند رسمه المناظر الطبيعية، يحرص على المزج بين العمران والمساحات الخضراء. ولا يكتفي بنقل المشاهد وإضافة لمسته الخاصة إليها بل يعتني بالزاوية التي التقط منها أجمل الصور للريف اللبناني. وكأن موهبته الفنية مزجت بين عين الرسام وعدسة المصور.