«الحذاء المجنون» يفضح عصابة المنتجات الجلدية المزيفة في روما

TT

اكتشفت الشرطة المالية أمس، مستودعا ضخما قرب روما، للأحذية والمنتجات الجلدية التي يُعتقد أنها وردت من الصين، وقد طبعت عليها ماركة «جلد حقيقي»، وكأنها صناعة إيطالية مميزة، لكن التدقيق أثبت أنه جلد صناعي «مزور»، وليس جلداً حيوانياً. وبلغت كمية الأحذية المصادرة ما يفوق مليونا وثمانمائة ألف حذاء، تم صفها فوق بعضها بعضاً في بيت ريفي مهجور قرب أحد الآثار الرومانية المعروفة للإمبراطور ادريانو الذي يبعد حوالي 25 كيلومترا عن العاصمة الإيطالية، حيث يزوره ملايين السائحين الأجانب في منطقة «تيفولي» المشهورة بنوافيرها المتدحرجة من رأس الهضبة إلى أسفلها في فيلا تستيه.

وشنت الشرطة المالية حملة تفتيش واسعة النطاق في قلب روما، حيث تنتشر العديد من المتاجر الصينية قرب محطة القطارات الرئيسية المسماة «ترميني». ورفض مسؤول في الشرطة المالية التعقيب على أسماء ماركات الأحذية الإيطالية المعروفة التي تم تزويرها.

تشتهر إيطاليا بمنتجاتها الجلدية كالأحذية والحقائب والأحزمة، إذ تستورد المعامل الإيطالية الكثير من الجلود من أفريقيا أو آسيا ثم تصنعها بطرق فنية خاصة مستخدمة أحدث التقنيات التي يصعب تقليدها، ثم تباع تلك المنتجات في مخازن كبيرة لأشهر مصممي الأزياء مثل «غوتشي» أو «فيراغامو» أو «برادا» أو «تروساردي» أو «فندي» وغيرهم.

يستخدم هؤلاء المصممون الجلود المحلية؛ وأغلبها يأتي من جزيرة سردينيا، حيث يتوفر الغنم والماعز، لذا تباع بأسعار عالية نظراً لكلفة العامل الإيطالي المرتفعة، لكن الجلود المصادرة الآن تبدو للناظر وكأنها حقيقية، إنما هي مغطاة بمادة خاصة مثل قشرة الخشب تُطلى بها بعض المنتجات حتى الورق السميك والكرتون أو البلاستيك أو القماش.

ويكفي للتأكد من صحة مصدرها الحيواني أو المزيف، حكها بالظفر أو غمسها في الماء، فحينذاك تظهر علاماتها المزورة.

تعاني إيطاليا في السنوات الثلاث الأخيرة منافسة قوية من المنتجات الجلدية الواردة من الصين عبر ميناء نابولي بطريقة قانونية، وتباع غالبا في «البسطات» أو العربات المتنقلة في الشوارع بنصف أو ثلث ثمن المنتجات الإيطالية الأصلية.

يبدو أن العصابات الصينية المنظمة تتعاون الآن مع العصابات الإيطالية لإدخال وتوزيع المنتجات الجلدية المزيفة، التي سبّبت أضرارا بالغة للصناعة الإيطالية المشهورة بنوعيتها الجيدة، كذلك بأسعارها المرتفعة، كما ان العديد من الشركات الإيطالية مثل فالفرديه، اتفقت أخيراً مع بعض المصانع في رومانيا لإنتاج الأحذية هناك حسب المواصفات الإيطالية، مثلما فعلت شركة ملابس بينيتون الإيطالية مع منتج سوري لإنتاج ملابس الأطفال والشباب وتوزيعها بشكل رسمي. من المتوقع الآن أن يجرى تحقيق شامل حول تهريب المنتجات الصينية أو القادمة من آسيا إلى إيطاليا ومن ثم يتم تسويقها في أوروبا بأجمعها.