الثورة والتمرد يتسيدان حفل توزيع جوائز «توني» المسرحية

مسرحية من 3 اجزاء يستغرق عرضها ثماني ساعات تكتسح برودواي

TT

في احتفال ضم لفيفا من نجوم المسرح والسينما الاميركيين والبريطانيين، اقيم مساء الاحد حفل توزيع جوائز توني السنوي الحادي والستين في صالة راديو سيتي للموسيقى، تميز الاحتفال بالفقرات الحية حيث أدت الفرق المسرحية المتنافسة مشاهد من أعمالها التي تنوعت ما بين الغنائية والدرامية. وإذا كانت حفلات جوائز الاوسكار تفخر بنجماتها، وهن يقفن للتصوير على البساط الاحمر مرتديات آخر صيحات الموضة، فان نجمات المسرح أثبتن انهن على قدم المساواة؛ إذ تبارت النجمات في عرض ازيائهن ومجوهراتهن في عرض راق.

وكانت مفاجأة الحفل هي فوز مسرحية الكاتب البريطاني توم ستوبارد «ذا كوست أوف يوتوبيا» (شاطئ المدينة الفاضلة) بسبع جوائز «توني» المسرحية لهذا العام، وهو رقم قياسي تفوقت به على مسرحية «هيستوري بويز» (أولاد التاريخ) التي كانت فازت العام الماضي بست جوائز توني ومسرحية «ديث أوف إيه سيلزمان» (وفاة بائع متجول)عام 1949.

ستوبارد الذي ألقى كلمة بمناسبة فوز مسرحيته قال «أشعر ببعض الحنين لخشبات المسرح في نيويورك خاصة وان آخر مرة حضرت فيها لعرض عمل لي كانت منذ 40 عاما».

ومسرحية «ذا كوست أوف يوتوبيا» تبدو مسرحية فائقة بكل المقاييس؛ فمن تكلفتها التي بلغت اكثر من سبعة ملايين دولار الى ضخامة العرض؛ فهي مقسمة لثلاثة أجزاء وتبلغ مدة عرضها تسع ساعات وشارك فيها واحد واربعون ممثلا، وحصدت جوائز في كافة المجالات من جائزتين للتمثيل لأفضل ممثل وممثلة لبيلي كرودوب وجينيفر ايل، كما حصلت على جائزة احسن مسرحية وأحسن مخرج والعديد من جوائز التصميم.

وتتميز المسرحيتان الاكثر حصدا للجوائز هذا العام باعتمادهما على المواضيع التاريخية؛ فالمسرحيتان تدور أحداثهما في القرن التاسع عشر وكلاهما يتناول فكرة الثورة والتذمر كموضوع أساسي؛ فمسرحية «ذا كوست أوف يوتوبيا» تدور حول مفكرين ثوريين في روسيا، ويقول جاك اوبراين مخرج «ذا كوست اوف يوتوبيا» «المسرحية تدور حول الخيانة، الزواج، العلاقات العائلية وعوامل التغيير الاجتماعي». بينما تدور احداث المسرحية الغنائية «سبرينج اواكانينج» (استيقاظ الربيع) حول مرحلة المراهقة وما يصاحبها من حالات الثورة والتذمر. المسرحية التي تحتوي على لغة قاسية وموسيقى عنيفة تنتهي نهاية مأساوية.

وحصلت «سبرينج اواكانينج» التي رشحت للفوز بـ11 جائزة، على جوائز أفضل مسرحية غنائية وأفضل نص موسيقي للمؤلف دانكان شيك وأفضل كتاب لمؤلف ستيفين ساتر وأفضل رقصات لمصمم الرقصات بيل جونز وأفضل ممثل رئيسي لجون جالاجير جيه. آر، 22 عاما، وأفضل تنظيم أوركسترا وأفضل إضاءة.

وبالنسبة لباقي العروض المشاركة، فقد فازت مسرحية «فروست نيكسون» بجائزة افضل ممثل لفرانك لانجيلا لتصويره شخصية ريتشارد نيكسون، متفوقا على مجموعة من كبار الممثلين المرشحين في نفس الفئة أمثال كريستوفر بلمر وبويد غينز.

ويعد الفوز مميزا إذا ضمت لائحة المرشحين نجوما ذائعي الصيت مثل فئة احسن ممثلة التي فازت بها جولي وايت عن مسرحية «ضحكة الكلب الصغير» «ذا ليتل دوغ لافدض في مواجهة ممثلات عملاقات أمثال فانيسا ردغريف وانجيلا لانزبيري، مما دفعها للقول «لم أكن اتوقع أن تضمني لائحة أسماء واحدة مع تلك النجمات إلا اذا كانت قائمة الحجز في احد المطاعم المشهورة».

وجاءت جائزة احسن ممثل في مسرحية غنائية «كيرتينز» التي حصل عليها ديفيد هايد بيرس والمعروف بدور نايلز في مسلسل «فريزر» مفاجأة للممثل الذي قال بانفعال «لقد حضرت العديد من حفلات توزيع الجوائز من قبل وكنت اتوقع أن أتمالك نفسي بشكل أفضل ولكن هذه الجائزة تعني لي أكثر مما تخيلت».

ويأتي حفل توزيع جوائز توني تتويجا لموسم مسرحي حافل لبرودواي الذي شهد ازديادا في عدد الحضور بلغ 12 مليون شخص ووصلت ارباحه الى ما يقارب 940 مليون دولار.

و«جوائز انتوانيت بيري للامتياز في المسرح»، المعروفة اختصارا بـ«جوائز توني» تمنح في الولايات المتحدة لأفضل الأعمال المسرحية والمتصلين بها من ممثلين ومخرجين.. الى آخره في برودواي، أهم أحياء المسارح في البلاد. وتقدمها لجنة مؤلفة من 700 عضو في «جناح المسرح الأميركي» و«عصبة المسارح والمنتجين المسرحيين الأميركيين» في نيويورك كل عام.

ومثلما أن جوائز «الأوسكار» هي الأرفع مكانة عندما يتعلق الأمر بالسينما «وغرامي» في حقل الموسيقى و«ايمي» في التلفزيون، تتخذ «توني» أهميتها من انها الأرفع في مجال الأعمال المسرحية.

ويعود تاريخ «توني» الى عام 1947 عندما أنشأ تقليدها «جناح المسرح الأميركي»، الذي أعطاها اسم «جوائز انتوانيت بيري للامتياز في المسرح» تخليدا لاسم الممثلة والمخرجة والمنتجة المسرحية انتوانيت بيري التي وافتها المنية بعيد نهاية الحرب العالمية الثانية. وأقيمت أولى حفلات تقديم هذه الجوائز في 4 أبريل (نيسان) 1947 في فندق وولدورف استوريا في نيويورك.

ومن أبرز الأعمال التي نالت جائزة أفضل مسرحية «موت بائع متجول» لآرثر ميلر (1949) و«أنظر خلفك في غضب» لجون اوسبورن (1956) و«رجل لكل الفصول» لروبرت بولت (1962) و«مصيدة الموت» لآيرا ليفين (1978) و«أماديياس ـ حياة موتسارت» لبيتر شيفر (1981) و«آرت» (فن) لياسمين رضا (1989، و«عناقيد الغضب» (1990) المأخوذة عن رواية جون ستينبك الشهيرة بالاسم نفسه. ومن أهم المسرحيات في السنوات القليلة الأخيرة «المعزة» لإدوارد آلبي (2002) و«تلاميذ التاريخ» لألان بينيت (2006).

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»