تنسيق حفلة الزفاف ليس بالجديد في المجتمع السعودي على اختلاف ثقافته، فقد كانت مسؤولية ترتيب حفل الزفاف في منطقة الشمال تقتصر على «الحجّارة»، وهي سيدة في عقدها الرابع من العمر تهتم بترتيب الحفلة بإطلاعها على قائمة المدعوات وترتيب مكان الحفل.
أما اليوم فقد دخلت المرأة السعودية مجال العمل الفندقي والذي يضم قسما يهتم بتنسيق الحفلات بدءا من فستان الفرح وانتهاء بتورتة العروسين. وافتتحت بعض السعوديات مؤسسات لتنسيق الحفلات وتنظيمها وسحبن البساط من تحت الرجال الذين احتكروا هذه المهنة لأعوام طويلة.
وتصف حنان غرباوي مسؤولة الحفلات بإحدى الفنادق بجدة، مهنتها بأنها «ممتعة، وساعدتني كثيرا على تنمية شخصيتي ومهارتي في الاتصال بالآخرين».
مهمة تنسيق الحفلات في السعودية تختلف كثيرا عن دول العالم لأن الحفل ينقسم إلى قسمين، قسم مخصص للرجال والآخر للنساء، وعادة ما يقتصر الاهتمام بمكان حفل السيدات فتراعى أدق التفاصيل في تنسيق القاعة و«الكوشة» والطاولات والمقاعد ووصولا إلى اطباق الشوكولا والمكسرات والبيتيفور التي توزع على طاولات المدعوين وكعكة العروسين.
وترى غادة محمد مسؤولة عن تنسيق الحفلات، إن هذه المهنة بشمولها لكل ما يدخل ضمن قائمة الزفاف ما زال غير ناضج ومقتصر بترتيبات القاعة فقط، وتقول «ما زالت العروس تبحث بنفسها عن المشغل المناسب لخياطة فستانها أو المصمم، وتبحث بنفسها عن بطاقات الدعوة وأحيانا لا تفضل تنسيق الحفل من نفس قاعة الفندق بل تفضل اختيارها بنفسها بتجولها من مكان لآخر مخصص لتنسيق الكوشة والقاعة ويقتصر هنا دور المنسقة على الزفة فقط بمعنى تنسيق أغنيات زفة العروس وطريقة طلّتها وزفة العصير والتورتة».
السعودية صافيناز أحمد التي تزاول مهنتها من بيتها بتعاونها مع أصحاب محلات «الكوشة والورود» بمدينة جدة، تجد في مهنتها ملاذها ومتعتها كما أعطت لربت البيت قيمة أكثر من حال غيرها كما تقول مضيفة «أصمم بطاقات دعوة يدويا كما تفضلها العروس الباحثة عن التميز، وانسق قاعة الحفل بالكريستالات والورود متبعة خطوط الموضة».
ومنسقة الحفلات دورها غير مقتصر بتنسيق الحفلة؛ فأحيانا يتحول دورها إلى مصلحة ومرشدة بين أهل العروسين إذا وقعت خلافات ليلة الفرح ومشادات كلامية، وتقول «أكثر من مرة أصلحت أهل العروسين من أجل إتمام الحفل وإدخال الفرحة في قلب العروس».