لوحات كبار الفنانين تعرض للمارة في لندن

فيما أطلق عليه «الرحلة الكبرى»

TT

في مواجهة اللوحات الإعلانية الضخمة ورسومات الغرافيتي، التي تملأ شوارع لندن فوجئ المارة أمس بوجود لوحات لكبار الفنانين مثبتة على حوائط المحلات وأركان الشوارع، تحفّها اطارات ذهبية اللون بديعة التفاصيل. وفيما توقف البعض لإلقاء نظرة على ذلك العنصر الجديد على الشوارع المعتادة الا ان البعض الآخر مضى في طريقه وكان تلك اللوحات جزءا من اللوحات الاعلانية المجاورة.

ولمدة 12 اسبوعا سيستطيع سكان لندن مشاهدة أشهر اللوحات العالمية اثناء ذهابهم للعمل أو عند الذهاب للتسوق. فقد أعلن الناشيونال غاليري عن إطلاق «الرحلة الكبرى» بالتضامن مع شركة اتش.بي، ويتضمن المشروع عرض نسخ من اللوحات العالمية التي يحتضنها الغاليري في مجموعته الدائمة في الشوارع بوسط لندن. العرض يقدم ثلاثين لوحة عالمية للمارة في محاولة لتشجيع الجماهير على زيارة المعرض وتوفير جرعة فنية للجماهير في أماكن غير معهودة.

وفي احد الشوارع المتفرعة من حي كوفنت غاردن السياحي الشهير، وقف رجل في منتصف العمر امام حامل لوحات ضخم، عليه صور مرسومة لا علاقة لها بالمعرض، والطريف ان الحامل يغطي لوحة ضخمة للفنان الفرنسي كلود مونيه مثبتة على الحائط. وعند سؤاله عن سبب وجود معرضه الصغير في هذا المكان، وعما اذا كان تعمد تغطية اللوحة الضخمة، قال لنا «لقد دفعت ايجارا بلغ 1200 جنيه استرليني لهذه البقعة وفوجئت اليوم بوجود هذه اللوحة في مكاني المعتاد، ولكني لم اتعمد تغطيتها. بل على العكس تجعلني هذه اللوحة والأخريات من اللاتي تناثرن في المنطقة أحس ان لوحاتي لا تصمد في المقارنة مع روائع الفن العالمي». وقد قامت شركة اتش بي، بنسخ اللوحات بأحجامها الطبيعية. اللوحات انتثرت في شوارع سوهو وكوفنت غاردن، وقد وضع الى جانب كل منها لوحة صغيرة تحمل معلومات عن الفنان والعصر الذي نفذت فيه، وهناك ايضا رقم تليفون يستمع من خلاله المشاهد لمعلومات اضافية عن العمل ومنفذه.

ويقول تشارلز سوماريز مدير الناشيونال غاليري: «المشروع يهدف الى جلب الفن الى الاحياء المجاورة وتشجيع مشاهدين جدد للتعرف على الاعمال الفنية العالمية التي يستطيع مشاهدتها في لندن».وتعود اصول «الرحلة الكبرى» الى القرن السابع عشر، حين كان الاثرياء ينظمون رحلات للاطلاع على الثقافات المختلفة عبر اوروبا وهي رحلة كانت تستغرق شهورا أو حتى سنين. ويبدو أن الناشيونال غاليري قرر ان يعكس مفهوم «الرحلة الكبرى» القديم، فبدلا من أن يبحث الناس عن الفن، اصبح الفن هو الذي يبحث عن المشاهد ويقطع عليه روتينه اليومي لتذكيره بالكنوز الفنية التي يستطيع مشاهدتها.

والبحث عن تلك اللوحات قد يضطر المرء للمشي بين الشوارع الخلفية لمسافات، محملا بخارطة صغيرة عليها مواقع اللوحات فيما يشبه رحلة البحث عن الكنز حتى يجد احدها. وهكذا من شارع لآخر توالت اللوحات تصور كل منها، عملا متفردا لفنانين عملاقة امثال رينوار وفيرمير وكونستابل، وتختلف احجام اللوحات فبعضها صغير قد لا يلحظه المرء عند المرور به، والبعض الآخر كبير الحجم، ويشد الأنظار على الفور كلوحة الحصان الضخمة للفنان جورج ستابس التي احتلت مكانا متميزا على حائط بني في كوفنت غاردن.

الطريف ان الرحلة قسمت على مراحل منها «رحلة المحبين» والتي تضم مجموعة من الأعمال الرومانسية أو رحلة «الفرار من المدينة»، والتي تقدم لوحات المناظر الطبيعية».

(تصوير: حاتم عويضة)