فنان تشكيلي يحول ملصقات الأفلام إلى تحف منزلية

أفيشات أفلام الخمسينات والستينات تعود في جدة من خلال علبة مناديل

TT

ابتكر الفنان التشكيلي الأردني أيمن يسري والمقيم بالسعودية، طريقة تشكيلية جديدة ليخاطب عامة الناس، عن طريق علبة مناديل. فقد استطاعت أنامله تحويل إعلانات أفيشات أفلام الخمسينات والستينات إلى تحف منزلية، يقتنيها الناس على اختلاف ثقافتهم وأذواقهم الفنية. ويعلق يسري متحدثا عن اختياره لتلك الحقبة الزمنية في أعماله قائلا «تلك الأفلام كونت الوعي الاجتماعي للمجتمع، وكل سلسلة زمنية من تلك الأفلام، تمثل مرجعا أساسيا للبحوث الاجتماعية، كما أن المحتوى الفني فيها يعتبر مخزونا وثائقيا وتسجيليا نفسيا، يشحن ذاكرتنا بالأماكن والأحداث والذكريات الحميمة وحقبة الخمسينات والستينات، كانت تشير إلى عواطف راقية ومبادئ قيمة على عكس حقبة السبعينات كانت تعبر عن حال مجتمع متفسخ نتيجة الأحداث السياسية».

وعلبة المناديل المصبوغة بألوان خاصة، وعليها مثلا صورة الفنانة ليلى مراد، والتي تنفذ بطريقة الديكو باج تلفت وتشد الأعين لفنها الشرقي، هناك من يقتنيها لأنها تمثل له علبة مناديل جميلة ومناسبة لديكور الصالون الشرقي، وهناك من يحتار في سبب اختيار يسري لعلبة المناديل! يجيب يسري قائلا «إن المناديل تعني في الأصل مسح الدموع، وسحبها من العلبة تمثل سحب البكاء والتنهد والحزن».

استطاع يسري أن يفلسف رؤيته الفنية للحزن بأفلام شاهدناها مرارا وتكرارا، وكانت أيدينا تسحب الكلينكس لتمسح دموعنا، استخدم الأفيشات المصرية خاصة كوسيط لأداء الفكرة.

ويتحدث يسري عن التحدي الذي واجهه في تعامله مع منتج محدد الوظيفة، ويرى بأن العلبة تجاوزت المحتوى الخارجي المتمثل في شكلها ووظيفتها التقليدية، لتكون قطعة جميلة تدخل كل بيت، وتكون في متناول الجميع وبسعر لا يتجاوز 200 ريال.

ولأن الفن التشكيلي في السعودية ما زال في مقتبل عمره، تشجع يسري باقتراح من الفنانين حمزة صيرفي وعبد الله نصيف صاحبي غاليري «أثير» بنشر الثقافة الفنية التشكيلية والفن بشكل عام في الأعمال اليدوية واللوحات وتصميم المقاعد وغيرها لعامة الناس.

ونادرا ما يختار يسري، أفيش فيلم أجنبي شهير، ولا يهتم بأفيشات الافلام الجديدة، لأنها عادة ما تكون مصورة بصور وليست رسوما لأن عمله يعتمد على الرسوم أكثر من الصور، وعادة ما تكون أفيشات الأفلام الجديدة خالية من أعمال فنية مبدعة، كما يقول مضيفا «أن أسماءها لا تعني للناس شيئا كاللمبي، كتكوت، حاحا وتفاحة وغيرها على عكس القديمة، فأسماؤها بمثابة لغة ذات مدلولات رمزية».