على طاولة كبيرة التف حولها رئيس وإدارة أكبر شركة نفطية في العالم وضيوفهم من مثقفين سعوديين، امتزج الحديث عن تقنيات التصنيع، وتطلعات فتح الأسواق، والطاقة البديلة، وتحديات القرن المقبل، بالشعر والأدب والدعابة. وكانت المفاجأة للجميع أن القيادي الكبير في شركة النفط، عبد الله جمعة يقرض الشعر، ويمتع ضيوفه بما نظمه وما يحفظه.
وفي ختام جولة استمرت يومين لنحو عشرين مفكراً وأديباً واعلامياً سعودياً، على مرافق شركة أرامكو السعودية الحيوية، ومركز القيادة في الظهران ومصفاة راس تنورة وميناء التصدير، انشغل المثقفون السعوديون برصد رؤية الشركة في صناعة النجاح والتميز. وعمل فؤاد درمان أحد منسقي الزيارة، على توزيع الوقت بين متحدثين عن التقنية ودور الشركة في خدمة المجتمع، وبين الشاعر السعودي المعروف عبد الله الثبيتي وهو يشدو ببعض من قصائده في معقل النفط.
وبحضور نائب الرئيس الأعلى للعلاقات الصناعية خالد الفالح وعدد من مسؤولي الشركة وخبرائها، تحدث جمعة عن اهتمام ارامكو بالاستماع لآراء المفكرين والمثقفين السعوديين، معتبراً أن تلك الآراء والاقتراحات تعينها على مواصلة التميز، واعتبر أن مثل هذه الزيارات تسهم في بناء ونشر ثقافة بترولية تدعم انطلاقة القطاع البترولي الوطني وتوضح دوره في دعم التنمية. وتحدث جمعة عن سعي أرامكو السعودية لدعم حركة التصنيع في السعودية، واعطى زواره تصوراً عن استثمارات الشركة داخل البلاد وخارجها، مشيرا إلى أن ما يميز أسلوب عمل أرامكو السعودية، ويشكل شخصيتها هو تركيزها على بناء وتنمية الانسان السعودي المتفتح، القادر على المنافسة والإبداع، واطلاق المجال لطاقاته العقلية والابتكارية التي هي مفتاح النجاح في هذا العصر. ودار نقاش بين المثقفين وعبد العزيز الخيال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والتسويق والأعمال الدولية، حول المفاهيم التي تطبقها الشركة لتحقيق التوازن بين أهدافها التجارية البحتة ودورها الاستراتيجي لاستقرار أسواق البترول العالمية. وتطرق النقاش الى الدور الذي تقوم الشركة به في بلورة مشاريع صناعية عملاقة تعزز جهود السعودية لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، كما هو حاصل في استثمارات الشركة في الصين، وفي مشروع تطوير مصفاة رابغ، ومجمع رأس تنورة للتكرير والبتروكيماويات. كما طرح رجال الفكر مجموعة من الأفكار مثل بلورة تصورات جديدة لتعزيز فرص العمل للمرأة بوصف الشركة رائدة في هذا المجال، وتوسعة جهود نقل تجربة الشركة وفكرها التنظيمي والاداري للقطاعين العام والخاص، ودور «أرامكو» السعودية العالمي، في تقديم صورة ذات مصداقية عن السعوديين.