20 ألف أوروبي شاهدوا هزيمة نابليون في معركة «واترلو» البلجيكية للمرة التاسعة

جمهور من الأوروبيين: شاهدنا الفرق بين أوروبا في الماضي والحاضر .. وفي التاريخ عبرة وعظة

TT

فشلت القوات التي يقودها نابليون بونابرت في هزيمة الجيوش الاوروبية التي تعارض توسيع الامبراطورية الفرنسية، وتمكنت عناصر الجيش البريطاني التي تمترست داخل احد الحصون في مدينة واترلو البلجيكية وبمساعدة قوات من الدول الحليفة من إجبار جيش بونابرت على الانسحاب عائدا الى الحدود الفرنسية.

تلك هي تفاصيل المعركة التي جرت في عام 1815 وأعيد تمثيل أجزاء من أحداثها يوم الأحد الماضي في نفس المكان وبنفس الاسلحة وبمشاركة عناصر من الكومبارس ترمز الى القوات الاوروبية التي شاركت في الحرب. ويقام هذا العرض للعام التاسع على التوالي ويشارك فيه ما يقرب من 1500 شخص من 12 دولة اوروبية. ويوم الأحد تجمع ما يزيد على 20 ألفا من الاوروبيين معظمهم من البلجيكيين في نفس الساحة التي دارت فيها رحى الحرب وشاهدوا إعادة تمثيل لمشاهد المعركة بدءا من الجنود وهم يتحركون حسب الخطة التي كان قد وضعها القائد نابليون لاقتحام احد الحصون القوية في المدينة، والتي كان يتحصن فيه الجيش الانجليزي والذي نجح في رد الجيوش الفرنسية ووصول امدادات من الحلفاء من هولندا وروسيا وبروسيا. وأخيرا تغلب الحلفاء على نابليون ومطاردته حتى عاد الى داخل فرنسا ثم أسقطوا الامبراطورية لتعود الملكية من جديد.

يقول جلبير مانيم مسؤول في اللجنة المشرفة على تنظيم هذا العرض لـ«الشرق الأوسط» «أردنا ان نتذكر الأحداث التي وقعت هنا في نفس المكان في الثامن عشر من يونيو(حزيران) عام 1815 والتعرف على الشكل الذي كانت عليه أوروبا خلال فترة نابليون بونابرت».

ومن مقاعد الجمهور تقول سعاد دلدولي، وهي بلجيكية من اصل مغربي «حضرت لمشاهدة العرض حتى أرى الشيء الذي قرأته في الكتب والآن تعرفنا على الشكل الذي كانت عليه اوروبا ابان فترة بونابرت». ويؤكد فيليب ديكيرك بلجيكي من رواد العرض، انه من الضروري إحياء ذكرى هذه الحرب والحقبة الزمنية التي دارت فيها، لتتعرف عليها الأجيال الجديدة، وخاصة ان هناك الكثيرين الذين لا يعلمون شيئا عنها. ويضيف ديكيرك «نأمل أن نستخلص من هذا الحدث التاريخي العبرة والعظة حتى نعيش في سلام بدلا من الحروب والدمار التي تخلفهما الحرب». ومن ساحة العرض قال كريستوفر النشيك الذي جسد دور أحد معاوني القائد الفرنسي بونابرت «الامبراطورية الفرنسية لم تكن ديمقراطية كما يعتقد البعض، لأن نابليون كان دكتاتوريا؛ ونحن نهدف من وراء هذا العرض تذكير الناس بالتاريخ وتلك الحقبة الزمنية بسلبياتها وإيجابياتها دون الخوض في الحكم على تلك الفترة الزمنية».