فرنسي وإسباني يشاركان مؤسسة أغاخان والمصريين إعادة الروح لمتحف الفن الإسلامي في القاهرة

في عملية تعد الأكبر في تاريخه

TT

يفتتح في مصر أوائل شهر ديسمبر (كانون الاول) المقبل متحف الفن الاسلامى الكائن في منطقة باب الخلق في مصر وذلك بعد الانتهاء من تطوير المبنى وإعادة صياغة المعروضات التي يعود تاريخها الى حقب إسلامية مختلفة. صرح بذلك أمس الاثنين الدكتور زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار الذي اعتبر افتتاح المتحف في ذلك الموعد بمثابة سبق متحفي لمصر في مجال الاثار الاسلامية. حيث ما زالت الأقسام المتحفية لهذه الاثار في كل من متاحف اللوفر بباريس، والمتروبوليتان بأميركا تحت الانشاء. وأضاف حواس أنه تم إزالة نحو 2000 كيلو غرام من مادة الأسمنت التى تم استخدامها بشكل خاطئ في ترميم المتحف في الفترة من 1960 وحتى عام 1970. مشيراً الى أنه يجري الان معالجة كافة التأثيرات الضارة على محتويات النافورة الأثرية بالمتحف والتي ترجع الى العصر المملوكي حيث تم فكها بنجاح ونقلها الى معمل الترميم بالقلعة ليتم ترميمها من قبل أحد خبراء الترميم الاسبان ويدعى «ادوار دو» والذي سبق الاستعانة به في ترميم مقبرة الملكة نفرتاري بمنطقة البر الغربي بالأقصر، بالتعاون مع مؤسسة «أغاخان». كما يشرف على تصميم العرض المتحفي للاثار الذي يتضمن 2300 قطعة أثرية، أحد الخبراء الفرنسيين حيث سيتم عرضها بشكل يراعي التسلسل الزمني للمعروضات. شمل تطوير المتحف أيضاً إنشاء مكتبة للمطبوعات الأثرية بما يتناسب وطبيعة المتحف وتاريخه، الى جانب تزويده بشبكة إضاءة حديثة بجانب شبكة أخرى لتأمين مقتنياته. وتعد عملية التطوير تلك الاكبر في تاريخ المتحف منذ العام 1953.

تعود بداية إنشاء المتحف الى عهد الخديوي إسماعيل عندما قرر جمع التحف الاسلامية كي تحفظ فى الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله في العام 1881 ميلادية. أنشئت بعدها دار في صحن الجامع أطلق عليها دار الآثار العربية التي ظلت مقرا لتلك الاثار حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كلف علي باشا مبارك بإنشاء المبنى الحالي ليضم بين جنباته الفنون الإسلامية المختلفة والتي تعود إلى جنسيات عدة يجمعها الفن الإسلامي، على أن يكون قسم آخر منه مخصصا لدار الكتب والوثائق القومية. وقد تم افتتاح المتحف رسميا فى العام 1903 تحت اسم دار الآثار العربية. وضم المتحف وقتها نحو 4000 قطعة أثرية. وفي العام 1952 تغير اسم المتحف ليصبح متحف الحضارة الاسلامية. وكانت آخر عملية تطوير شهدها المتحف في العام 1983. ومع مطلع الالفية الثالثة قررت وزارة الثقافة تطويره للحفاظ عليه من الانهيار وضياع محتوياته حيث تكلفت عملية التطوير نحو 85 مليون جنيه.