لا يحتل سباق «اسكوت» الملكي السنوي موقعا مميزا في مفكرة محبي الخيول في انجلترا والعالم فحسب بل تحرص سيدات المجتمع في بريطانيا على حضور هذا السباق واستعراض آخر صيحات عالم الموضة في القبعات. والطريف ان التقليد انتقل الى سباقات اخرى للخيل خارج انجلترا، ففي سباق دبي للخيول هذا العام لوحظ ان السيدات تبارين في ارتداء القبعات الانيقة بل وحتى الغريبة التصميم احيانا. وانشغل الحاضرون بمتابعة مسابقات الازياء المقامة على جانب السباق، حيث خصصت جوائز مالية لأجرأ قبعة وافضل زي. وبالنسبة للبريطانيات فالسباق يعني بداية موسم الصيف ونشاطاته، من مباريات للتنس في ويمبلدون الى سباق التجديف في هنلي او حفلات موسيقية هنا وهناك. وفي المقصورة الملكية كان المشهد يكاد يكود مأخوذا من فيلم «سيدتي الجميلة» الذي صور السباق بفخامته وأناقته من الرجال المتأنقين الذين يعتمرون القبعات العالية الى السيدات حاملات المراوح اليدوية المصنوعة من الدانتيل. والمعروف ان المقصورة الملكية في السابق كان لا يسمح فيها بحضور المطلقات والى الان لا يسمح فيها للسيدات بارتداء الملابس التي تكشف عن الاكتاف او ارتداء الملابس القصيرة.
ويضفي حضور الملكة اليزابيث وعائلتها جوا خاصا على السباق، فهي من محبي سباقات الخيل وتحرص على الوجود طوال ايام السباق الخمسة. كما تحرص الملكة على المرور بأرض المضمار كل يوم في عربتها المكشوفة التي تجرها الخيول وترفع يدها بالتحية لجمهور الحاضرين وهي تحية ملكية يرد عليها الواقفون من الرجال برفع قبعاتهم. وتحرص الملكة على استقبال الشخصيات المهمة وأخرى يتم انتقاؤها بدقة، حيث تستضيفهم حول مائدة غداء في قصر ويندسور. ومع الوقت أصبح اليوم الخاص بالسيدات، يوم الخميس دائما، أهم يوم من حيث الأناقة. في البداية كان هذا اليوم فرصة لسيدات القصر الملكي والطبقة الارستقراطية للتنفيس، أو التعبير عن أنفسهن، بعيدا عن مستلزمات البروتوكول الذي يتقيدن به طوال السنة، بارتداء أزياء وقبعات غريبة، ومع الوقت أصبح بمثابة عرض أزياء لكل ما هو لافت للانتباه، خاصة ما يتعلق بالقبعات المبتكرة والمجنونة.
ولمن يرغب بحضور السباق فلا بد ان يكون مدعوا او ان يقدم طلبا رسميا لممثلي الملكة في قصر سانت جيمس بدءا من شهر فبراير (شباط) إلى شهر مايو (ايار) ويجب على المتقدم ان يحصل على تزكية من شخص آخر حضر السباق اربع مرات.
يحضر السباق حوالي 300 الف شخص كل عام وهو ما يجعله اكثر السباقات الاوروبية حضورا ويحفل بالحضور من الصحافيين الذين يوجهون عدساتهم في الغالب الى خارج مضمار السباق لالتقاط الصور لأحدث الازياء وآخر الصيحات في عالم القبعات.