الفارابي يجمع الموسيقيين العرب بالأوركسترا البريطانية في لندن

TT

شهدت قاعة بلاستيريرز التاريخية في لندن أول من أمس، لقاء موسيقيا فريدا، التقت فيه الحان الموسيقيين العالميين امثال موتسارت وفيفالدي مع انغام موسيقيين عرب في حفل حضره مجموعة من الشخصيات العامة العربية والبريطانية. الحفل وهو الاول في سلسلة تنطلق في عام 2008 حمل اسم الفارابي أحد أعظم فلاسفة وعلماء الميلاد الذي ألف «كتاب الموسيقى الكبير».

وفي بداية الحفل، قام السير جيمس كريغ السفير البريطاني الأسبق في المملكة العربية السعودية، بإلقاء كلمة باللغتين الانجليزية والعربية، حيث فاجأ الحاضرين بإتقانه اللغة العربية الى درجة مذهلة، وأكد السير كريغ ان الحفل المقام هو بداية لتقديم الجانب الموسيقي من الحضارة العربية للجمهور البريطاني. وبدات الاوركسترا بعزف مقطوعة لموتسارت، تلتها مقطوعة للموسيقي المصري طارق حسن من مصر، والذي حيته الجماهير بحرارة في نهاية الفقرة، اذ عزفت له الاوركسترا جزءا من سيمفونية للوتريات مستوحاة من الفولكلور المصري. ومن الموسيقيين العرب الذين قدم الحفل اعمالهم، كان هناك زياد جابري من سورية، والذي قدم له أغنيتين لمغنية أوبرالية سوبرانو، بمصاحبة آلات وترية، ووليد حوراني من لبنان (كونشيرتو بالساكسفون، والوتريات وآلات الإيقاع) وفاروق فاخوري من الأردن الذي قدم مقطوعة بعنوان «من أجل ملك».

وقد جاء اختيار الموسيقيين العرب، بعد دراسات قام بها أوليفر باترورث البروفيسور في كلية ترينتي للموسيقى في لندن، الذي قام بأبحاث مكثفة في أعمال الموسيقيين العرب المعاصرين ليكتشف أن عددا من الموهوبين، بينهم يتمتعون فعلا بمستويات عالمية.

وبدا الحضور الذي بلغ 300 مدعو، مستغرقا في الاستماع للألحان التي تعانقت رغم اختلاف مصادرها، مثبتة ان الموسيقى لغة عالمية تتخطى حواجز المكان والزمان. ويسعى «برنامج الفارابي» إلى تغيير المفهوم الثقافي السائد في أوروبا والغرب عن البلدان العربية، وإقامة علاقات تبادل موسيقي بين العالم العربي وأوروبا، وبين الموسيقيين العرب والأوساط الموسيقية والثقافية في القارة الأوروبية. وفي مراحله الاولى، يقدم البرنامج اعمال 25 موسيقيا عربيا للجمهور الغربي، في سلسلة من الحفلات تقام في المهرجانات الموسيقية، التي تقام في العواصم الأوروبية ومنها: باريس، برلين، أمستردام، وكوبنهاغن. ومن المتوقع، ان يتم تقديم مجموعة من المعزوفات الموسيقى العربية الكلاسيكية التقليدية، ضمن سلسلة حفلات قادمة في لندن، كما ستتولى الأكاديمية الملكية للموسيقى، التي تعتبر أرقى معهد للموسيقى في لندن، الإشراف على مشاريع وورش عمل تعليمية مشتركة تركز على الموسيقى العربية ومؤلفاتها.

وأكد باسل الغلاييني رئيس مؤسسة «بي.أم.جي» الخيرية أن دعم أربعة مؤلفين موهوبين من عدة دول عربية، تعزف موسيقاهم من قبل اوركسترا عالمية، هو إحدى الوسائل التي تحاول بها المؤسسة تشكيل حوار بين الشرق والغرب.