ذكريات مقبضة تعرض للبيع في كريستيز

مزاد كريستيز في نيويورك يسد ثغرات مهمة في معلومات تاريخية في كارثة غرق تايتانيك

TT

لا مغالاة في القول ان دور المزاد الكبرى والتي اعتادت على الاستعانة بمشورة خبراء وأكاديميين متخصصين في معظم الاختصاصات، قبل ان يبت خبراء المزاد في تقدير السعر الأولي للمعروضات في المزاد، سيكون لها هذا الاسبوع النصيب الأوفى من اهتمام المؤرخين عن كارثة غرق السفينة تايتانيك. ففي مزاد اقيم يوم 23 يونيو (حزيران) في صالات دار مزاد كريستيز في نيويورك عرضت تذكارات مقبضة للنفس تركها ضحايا تايتانيك بينها تقارير مكتوبة باليد.

وأكثر التذكارات التي تبعث على الاكتئاب هي تلك المنسوخة بخط اليد، تصف كيف دفنت جثث الركاب باغراقها في أعماق المحيط بعد ربط كل منها بثقل وزنه 23 كيلوجراما.

ويقول جريج ديتريتش نائب رئيس كريستي والمتخصص في المزادات المتعلقة بالملاحة ان بعض التذكارات المنسوخة باليد هي عبارة عن ملاحظات مدونة بقلم رصاص على قطعة خشب من ظهر سفينة الانقاذ الثانية في الموقع ماك كاي بينيت. وبينها عبارة تقول «أودعت 24 جثة مجهولة عمق المحيط. ورأس القس كانون هند القداس الذي أقيم على أرواحهم. وتم ربط ثقل يزن 23 كيلوجراما بكل جثة».

ويعزي (ديتريتش) سبب استمرار الاهتمام بتايتانيك في جانب منه الى «التصريحات المفرطة» بشأن تصميمها وهندستها خاصة انها كانت أول كارثة عالمية يجري الاتصال بشأنها حول العالم لاسلكيا.

خبراء مزاد كريستيز يقولون ان التذكارات التي ستعرض في صالة كريستيز في نيويورك يوم الخميس القادم جمعت من سفن كثيرة كانت تعمل في المحيط.

اما التقديرات الاولية لخبراء المزاد لسعر التذكارات المعروضة والتي تصل الى مليون دولار اميركي فهي لا تخرج عن النهج المعمول به في معظم هذه المزادات بمعنى انه يكون تقدير أولي محافظ.

وبالطبع هذا المزاد سيجذب اهتماما كبيرا من المنظمات البحرية الكبيرة والتي اعتادت على اقتناء قطع تاريخية تسد ثغرات في معلومات علمية موجودة لديها. وتشير توقعات خبراء المزاد الى ان قطعة الخشب الخاصة بظهر السفينة ماك كاي بينيت قد تحقق ما بين 30 ألفا و50 ألف دولار.

لكن مزاد يوم الخميس في نيويورك لتذكارات تتعلق بالسفينة (ار.ام.اس تايتانيك) التي غرقت عام 1912 في رحلتها الاولى بعد ان اصطدمت بجبل جليدي لا تشمل مقاعد من السفينة. ولا بد ان يفتح هذا المزاد في نيويورك صفحات جديدة بالنسبة لعلماء البحرية الذين ما زالوا يدرسون كيف غرقت السفينة بهذه السرعة التي كان يفترض انها لا يمكن ان تغرق.

والجانب الآخر من التوثيق المهم عما حصل في وقت غرق السفينة تايتانيك يأتي في تقرير من ثماني صفحات كتبته الراكبة الناجية لوري كريب من نيو جيرزي، وكانت آنذاك مراهقة عند حصول الكارثة، التي ترتب عنها انفصالها عن والدها الذي هلك في الكارثة، كما شاهدت انوار السفينة تايتانيك تنطفئ.