دبي: الثقافة والفنون تسحب البساط من الاقتصاد.. مؤقتاً

72 فعالية ثقافية خلال67 يوماً

TT

ابتداء من يوم غد الثلاثاء سيلتقط المثقفون في الامارات أنفاسهم، عندما تتوقف دورة التركيز على المشاريع الاقتصادية، التي اشتهرت بها البلاد كثيرا، ويتجه هواة الثقافة ومحبوها نحو تجمع ثقافي وأدبي وفني، على مدى ثمانية أسابيع، عبر ملتقى دبي للثقافة والفنون.

ويعتبر هذا الملتقى، الذي يستمر حتى نهاية أغسطس (آب) المقبل، الحدث الثقافي الأول في نوعه وحجمه، على مستوى دولة الامارات. وهو ما يشير بقوة إلى رغبة المسؤولية في الامارات في إعطاء الثقافة والفن والموسيقى دورها ونصيبها في السمعة التي خرجت عن بلادهم في آفاق الدنيا، لكنها حتى الآن لا تزال محصورة في لغة الأرقام وحسابات الأرباح والخسائر.

ويتوجه الملتقى عبر برامجه المتنوعة الى كافة شرائح المجتمع. فخلال ثمانية اسابيع، سينشغل أهالي الإمارات، وزائروهم، باثنين وسبعين فعالية فنية وأدبية متنوعة.

وإذا أردت الانتقال فعليا من أضواء المدينة إلى عالم الثقافة والفنون، فما عليك سوى الاختيار جيدا من الاقسام الرئيسية التي يضمها الملتقى وحتما ستجد فيها ما يشبع حواسك الثقافية. فإذا رغبت في «الرجوع للأصل» فعليك بالموسيقى. وإذا اخترت أن ترى «أشياء أخرى أكثر اشراقا من أضواء المدينة» فعليك بالأدب والعلوم. أما «عندما تلمع النجوم» فهناك بانتظارك السينما.

وسوف يضم الملتقى فعاليات وأنشطة مختلفة من ضمنها تلك الخاصة بالفنون الجميلة مثل الرسم والتشكيل والتصوير الفوتوغرافي وفنون الخط العربي والحفر على الجبس والخشب وترميم المباني التاريخية. أما في قسم المسرح، فهناك فنون التمثيل المسرحي للمبتدئين والمتقدمين ودورات التعبير الجسدي والسينوغرافيا وفنون الإخراج المسرحي، بينما سيتميز قسم السينما بعروض لمجموعة من الأفلام الإماراتية البارزة. وفي قسم التراث سيتم تنظيم دورات على الحرف التراثية منها الصوف والسعف والبخور والتلي. أما في قسم الموسيقى، فهناك دورات في المبادئ الموسيقية وورشة في التدريب على الفنون الشعبية وفنون الرقص الحربي. وفي فئة الأدب والعلوم هناك العديد من المحاضرات والدورات التدريبية التي تدور حول مواضيع مختلفة مثل الشعر النبطي وعلم الفلك وغيرها العديد من المواضيع الممتعة الأخرى.

وباعتبار أن الملتقى الثقافي موجه للكل، فسيكون للمبدعين من الأطفال نصيبهم من هذا العرس الثقافي، عبر دورات متخصصة للحرف التراثية تستهدف أصحاب الأعمار من 12 وحتى 15 عاما. فهناك دورات لصناعة السيراميك والبخور ومسابقة الرقصة الشعبية اليولة والرقصات الحربية الأخرى.

ويشير محمد المر، رئيس مجلس دبي الثقافي، إلى أن الملتقى سيكون متنوعاً وشاملاً ويضم العديد من الأحداث «التي من شأنها إثارة اهتمام المواطنين والمقيمين في إمارة دبي وباقي مناطق الدولة، إلى جانب الزوار من الدول المجاورة والسياح العرب والأجانب». ويعتبر ملتقى دبي للثقافة والفنون إحدى المبادرات الرئيسية لـمجلس دبي الثقافي الذي يعمل من أجل مواكبة الحركة العمرانية والتجارية والاقتصادية والتقنية التي  تتسارع خطاها في الإمارة، ويكمل في الوقت نفسه احتياجات الناس وحاجاتهم الفكرية والأدبية بمختلف توجهاتها، مقدماً الوجه الحقيقي لإنسان الإمارات ودبي على وجه التحديد.

وبحسب سلطات دبي، فإن مثل هذه الملتقيات الثقافية تشكل خطوة مهمة على الطريق نحو مزيد من التميز الذي تسعى إليه إمارة دبي على كافة الأصعدة وذلك عبر استقطابها للأجيال الشابة للمشاركة في فعالياته المتنوعة.

وإذا كان العقد الأخير قد أخذ بسمعة الامارات العربية المتحدة نحو التطور الاقتصادي الذي لا يتوقف. فإن للثقافة قصة طويلة في هذه البلاد. فتاريخ الثقافة في دولة الإمارات يعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الثقافة العربية والإسلامية التي تضرب بجذورها عميقا في أغوار التاريخ. وتحمل المكتشفات الآركيولوجية والأثرية التي كشفت عنها حملات التنقيب في مختلف مناطق البلاد عن وجود تجمعات سكانية منذ فترات موغلة في القدم، ومع سطوع نور الدعوة الإسلامية دخلت الإمارات في النهوض الحضاري الإسلامي الذي استمر بمختلف تقلباته لمدة تزيد على أربعة عشر قرنا.

وتتعدد في إمارة دبي النشاطات الثقافية والفنية، وتتوزع تلك النشاطات في مؤسسات ثقافية خاصة وأهلية وحكومية متنوعة، ففي مجال النشاط الثقافي العام تبرز المؤسسات الخاصة والحكومية مثل ندوة الثقافة والعلوم، مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة، مؤسسة سلطان العويس الثقافية، جمعية النهضة النسائية، رواق عوشة بنت حسين وغيرها.