أجزاء كتاب «وصف مصر» الأثرية تعود إلى الإسكندرية بعد ترميمها

بعد نحو عام ونصف قضتها في القاهرة

TT

تستعيد مكتبة البلدية التابعة لمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية خلال أيام، المجموعة الأثرية النادرة الخاصة بكتاب «وصف مصر» بعد الانتهاء من أعمال ترميم مبنى مكتبة البلدية الكائن بحي محرم بك بالإسكندرية. وكانت هذه المجموعة الأثرية قد نقلت إلى القاهرة قبل نحو عام ونصف العام، خلال ترميم مبنى مكتبة البلدية، ضمن مشروع كبير تولته وزارة الثقافة المصرية وأوكلت تنفيذه إلى قطاع الفنون التشكيلية التابع لها لترميم النسخة الأصلية للكتاب وتوثيقها إلكترونيا.

وقال محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية «إن المجموعة المكونة من 11 مجلدا و26 كتابا تفسيريا ملحقا بها نقلت من الإسكندرية لإخضاعها لعمليات الترميم بالتنسيق مع دار الكتب والوثائق القومية في إطار حرص الدولة على الحفاظ على أمهات الكتب وصيانتها لمجابهة عوامل الزمن».

من جانبه، أشار الدكتور مصطفى عبد الوهاب مدير متحف الفنون الجملية ومكتبة البلدية، إلى أن الكتاب قد تم نقله إلى القاهرة حفاظا عليه لحين الانتهاء من ترميم مبنى المكتبة الذي كان متهالكاً، مؤكدا أنه ملك لمكتبة البلدية، وقال «نحن نستعد لاستعادته عقب الانتهاء من الترميمات النهائية للمكتبة». واكد الدكتور صلاح المليجي رئيس إدارة المتاحف والمعارض «إن عمليات ترميم المجموعة الأثرية تمت على أيدي خبراء متخصصين قاموا بتطهير وتعقيم المجموعة بالكامل وترميمها بما في ذلك الأغلفة الخارجية للمحافظة عليها وعمل نسخ الكترونية طبق الأصل منها حرصا على قيمتها الأثرية النادرة».

من جانبه، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهمية هذا المشروع تأتي من كونه المبادرة الأولى في العالم لرقمنة كتاب وصف مصر من ناحية، ولتمكين الباحثين من الاطلاع على هذا الكتاب الذي يعد ثروة من الثروات المصرية، حيث انه لا يسمح للدارسين للاطلاع على النسخة الأصلية منه».

وأضاف «أن رقمنة كتاب «وصف مصر» يعتبر أحدث المشروعات الرقمية بالمكتبة، التي اوليت اهتماماً خاصاً نظراً لأهمية هذا الكتاب العريق»، مشيرا إلى أن مكتبة الإسكندرية تعاونت مع المجمع العلمي المصري لتوثيق هذا الكتاب توثيقاً رقمياً بهدف الحفاظ عليه من ناحية وجعله في متناول المهتمين به من ناحية أخرى. ويعتبر كتاب «وصف مصر» أكبر وأشمل موسوعة يدوية نفذت للأراضي والآثار المصرية حيث أعدت مجموعة من لوحاتها من خلال الحفر والطباعة الفنية وشارك في إعداده 150 عالما وأكثر من 2000 متخصص من الفنانين والرسامين والتقنيين الذين رافقوا الحملة الفرنسية (1798 ـ 1801) إلى مصر، ونشر الكتاب للمرة الأولى بين عامي 1809 و1829.

وفي عام 2005، انتهت مكتبة الإسكندرية من رقمنة الكتاب بالكامل ووضعه على أقراص مدمجة، كما أطلق المعهد الدولي للعلوم المعلوماتية بالمكتبة الموقع الإلكتروني الجديد لمجموعة وصف مصر، والذي يقدم العديد من إمكانيات البحث والتصفح التي تجعل من هذه المجموعة التراثية القيمة في متناول الجميع، وذلك علي محرك بحث خاص بمكتبة الإسكندرية.