بيروت تحتفل بـ«يوم التبولة الوطني»

بعد يوم الخبز ويوم التفاح

احتفلت بيروت باليوم الوطني للتبولة (تصوير جوزيف ابي رعد)
TT

كما ان هناك يوماً عالمياً للأم، وآخر للأب وثالثاً للسلام، ورابعاً للماء، وخامساً للموسيقى، شهد لبنان، للمرة الاولى، «اليوم الوطني للتبولة»، الذي يأتي تكملة لسلسلة من «الايام الوطنية اللبنانية» (يوم الخبز ويوم التفاح ويوم السمك) وذلك في اطار النشاطات التي تنظمها جمعية «سوق الطيب» التي تهتم بالطعام الصديق للصحة والبيئة، كما تهتم بإحياء بعض جوانب التراث اللبناني.

ويروي المسؤول عن سوق الطيب كمال مزوّق لـ«الشرق الاوسط» كيفية ولادة «يوم التبولة» الذي تقرر ان يكون يوماً سنوياً، وفي اول سبت من شهر يوليو (تموز) من كل سنة، فيشير الى «ان اللبناني ريكاردو مبرخو، المقيم في باريس، استحضر الفكرة عام 2001، وما لبث ان عقد عدة اجتماعات مع لبنانيين آخرين في فرنسا، وارسل آلاف الرسائل الالكترونية لاحياء «ملك المازة وتوأم الكبة النية»، اي التبولة، وبالفعل التقى العديد من اللبنانيين حول «جاط تبولة» لتذكر لبنان واحياء هذا الجزء من تراثه».

ويضيف مزوّق: «لقد تلقفت انا شخصياً الفكرة وعمدت بالتعاون مع وديع حداد، ولينا حمدان: وبربارا عبديني مسعد، وبرعاية وزارة السياحة اللبنانية، الى اقامة يوم وطني للتبولة اخترنا ان يكون اول سبت من شهر يوليو (تموز) من كل سنة. وقد اقيم العيد الاول في محلة الصيفي في بيروت، حيث تربعت الفواكه والخضار وسائر المنتجات اللبنانية الاجنحة، وتحلق الذواقة حول قصعات التبولة على اختلاف انواعها».

وقسم مزوّق التبولة اللبنانية ثلاثة انواع: التبولة التقليدية المكونة من البرغل والبقدونس والبندورة (الطماطم) والنعناع والحامض والتي يتم تناولها اما مع اوراق الخس او الملفوف او العنب، وتبولة الشتاء التي تختلف باختلاف المكونات التقليدية غير المتوافرة في الشتاء. وتتألف مكونات هذا النوع من البرغل الخشن او العدس او الحمص، والملفوف المسلوق، والقورما (اللحم المقدد) والنعناع اليابس، وهذا النوع في بعض مناطق الجبل يعد طبقاً موسمياً. وكان بين المشاركين والمشاركات في اعداد هذا النوع من التبولة الماني يدعي ان تبولة الشتاء استقدمت من المانيا. اما النوع الثالث من التبولة فاطلق عليه اسم التبولة المبتكرة، حيث قدم اكثر من مشارك ومشاركة تبولة ذات مكونات مختلفة ابرزها تبولة استبدلت فيها الزهور البرية بالبندورة (الطماطم)، التي اعطتها الواناً اقرب الى الوان العلم اللبناني».

وشكلت خلال اليوم الوطني لجنة تحكيمية وزعت جوائز على الفائزين بأطيب جاط تبولة، ففازت عن التبولة التقليدية سهام غانم، وعن تبولة الشتاء لميا سلهب، والفتيان زهرا ومحمد سلمان عن التبولة المبتكرة، اما الجوائز فكانت كناية عن فخاريات حرفية مصنوعة في مدينة البترون الساحلية (شمال لبنان)، وقد توجت بالبقدونس.

وفي برنامج «سوق الطيب» لهذا العام: معرض التغليف والاكياس في محلة الصيفي (بيروت) في 21 يوليو (تموز) بحضور اختصاصيين وجمعيات وشركات، مهرجان المازة في زحلة في 29 يوليو (تموز) بمشاركة المنتجين المحليين، مهرجان الكبة في اهدن (شمال لبنان) في 12 اغسطس (آب)، ويوم «الوجبة الوطنية» في بلدة تربل (البقاع اللبناني) في 26 اغسطس (آب) الذي يهدف الى احياء التقاليد الغذائية اللبنانية.