إعادة الحياة إلى «اللشت» عاصمة مصر في الدولة الفرعونية الوسطى  

 فيها هرمان ومعبد جنائزي ومقابر ملكية

تمثال للملك سنوسرت الأول صاحب أحد أهرامات دهشور («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ مسؤولون في المجلس الأعلى للآثار بمصر مشروعا لتطوير آثار منطقة «اللشت» بصحراء دهشور بالجيزة والتي كانت عاصمة لمصر في الدولة الوسطى الفرعونية، وتحوي في جوفها الكثير من آثار تاريخ الدولة الوسطى ويصف أثريون المنطقة بالبكر، حيث لم يقترب منها أي أثرى منذ ما يقرب من قرن من الزمان.

ويهدف المشروع ايضا الى تقليل نسبة المياه الجوفية لضمان عدم تأثيرها على غرفتي الدفن الملكية داخل الهرمين الموجودين بالمنطقة. بالإضافة إلى ترميم دقيق شامل لنقوش مقبرة «سنوسرت عنخ» والتي تحوي مئات من التعاويذ ونصوص الأهرام التي تتضمن التاريخ العقائدي للديانة المصرية بجانب ترميم المعبد الجنائزي لسنوسرت الأول الذي عثر فيه على تمثال للملك «سنوسرت الأول» بالحجم الطبيعي.

وتتضمن خطة التطوير ايضا وضع لوحات إرشادية على طريق ترعة المريوطية المؤدي إلى منطقة «اللشت» بالإضافة إلى إنشاء مجمع سياحي لخدمة السائحين بالمنطقة يتكون من بازارات و«كافتيريات»، فضلا عن إنشاء عدة طرق ممهدة بلون مناسب لطبيعة الأرض توصل بين الهرمين، وكذلك إنشاء مبني إداري للمنطقة يتكون من قسم للترميم بنوعيه الدقيق والمعماري، وإجراء عدة حفائر بالمنطقة خاصة بالمقابر المكتشفة حديثا مثل مقبرة «إن جر ـ حتب». ويشير الأثريون إلى أن تاريخ الدولة الوسطي ما زال مدفونا بهذه المنطقة، لكنهم يرون أن حل المشكلات الموجودة حاليا وأهمها خفض منسوب المياه الجوفية على غرفتي الدفن داخل الهرمين سيؤدى إلى بدايات حقيقية للتنقيب الأثري.

وكانت بعثة متحف الميتروبوليتان الأمريكية قد رأت أن سحب المياه الجوفية من الممكن أن يحدث تصدعا في غرفتي الدفن بالهرمين، وبالتالي انهيارهما ولذلك اقترحت الإبقاء على منسوب المياه الجوفية الحالي على أن يقوم السائح بمشاهدة الغرفتين عن طريق سلم خشبي، فيما يرى الأثريون المصريون أنه يمكن معالجة وسحب المياه الجوفية وإعادته الموقع إلي حالته الأصلية، كما كان عليها أثناء الدولة الوسطى خاصة أن المجموعة الهرمية ظلت أربعة آلاف سنة بدون مياه جوفية، ولم تحدث بها أية تصدعات طيلة هذه السنوات .

وينتظر المنطقة رواج سياحي مهم بعد انتهاء مشروعات التطوير والكشف عن إسرارها الأثرية، خاصة بعد الانتهاء من المشروعات التي يجرى تنفيذها وتنعكس إيجابا على التدفق السياحي للمنطقة، ومنها مشروع محور المريوطية وتوسعة الشارع الذي يصل من منطقة الأهرامات إلى المنطقة الأثرية بدهشور.

ويؤكد الأثريون بالمنطقة أنها  كانت تسمى في العصر الفرعوني «إثت تاوي» بمعنى القابضة على الأرضيين، واتخذت عاصمة لمصر في بداية عصور الأسرات الفرعونية، وتعد امتدادا لجبانة منف الأثرية الشهيرة حيث تقع جنوب منطقة دهشور بحوالي كم ويحدها من الجنوب منطقة «ميدوم» الأثرية وهي الامتداد الأخير لجباية منف .

وقد أنشأ الملك «أمنمحات الأول» المنطقة وقام ببناء مجموعته الهرمية والمكونة من معبد الوادي والطريق الصاعد والمعبد الجنائزي والهرم المسمي باسمه وحولها توجد مقابر خصصها لكبار رجال الدولة في عصره، تم الكشف عن بعضها في بداية القرن الماضي بواسطة بعثة أثرية أمريكية.

وبعد «أمنمحات الأول» جاء ابنه «سنوسرت الأول» الذي تولي الحكم، وقام بإنشاء مجموعته الهرمية في موازاة قرية السعودية الحالية بالمنطقة، وتكونت المجموعة من معبد الوادي والطريق الصاعد ومعبد جنائزي، بالإضافة إلى هرمه، ودفن بجواره كبار رجال الدولة في ذلك الوقت ومنهم على سبيل المثال، قائد الجيش المدعو «إمني» وكبير الكهنة «سنوسرت عنخ».