لوحة تجسد مشاعر المسلمين بكل اللغات

شاخص «جبل الرحمة» في عرفات

جبل الرحمه وتبدو ذكريات زواره في كل جانب («الشرق الأوسط»)
TT

في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام، «يوم عرفة»، حيث يمتلئ المشعر الحرام بأكثر من مليونين ونصف المليون حاج من مشارق الأرض ومغاربها، يحرص عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام على ارتقاء جبل الرحمة والوقوف عند الشاخص «العلم» في منتصف الجبل المبارك، وهي أمنية تهفو لها قلوب المسلمين من مختلف بقاع الارض.

وبدافع من روحانية مختلطة بالحنين تشدهم الى هذه البقعة المباركة في وقت قد لا تسنح لهم الفرصة لرؤيتها أو زيارتها مرة أخرى، تجد المئات من الحجاج ينكبون على الصخور والدعامة التي تنتصب في أعلى قمة جبل الرحمة، والتي تميزه عن بقية الجبال الأخرى المحيطة بمشعر عرفات، للتعبير عما بداخلهم بكتابة كلمات بجميع اللغات واللهجات، مما جعل الدعامة والصخور المحيطة بجبل الرحمة تتحول في كل عام الى لوحة تفيض بمشاعر ملايين المسلمين من كل أصقاع الأرض.

إشفاق علي، باكستاني في عقده السادس، حدثنا عن سعادته وشعور بالرضا باد على محياه، قال «سبق لى الوقوف عند جبل الرحمة قبل 10سنوات عندما أديت فريضة الحج، هذه هي المرة الثانية التي أصعد فيها جبل الرحمة، حيث سبق لي الوقوف به حينما قدمت من باكستان، وفي هذا العام قدمت للعمرة من دولة الإمارات حيث أعمل وقد حرصت على زيارة جبل الرحمة بمشعر عرفات، فقد لا تتاح لي الفرصة مرة أخرى».

أما شافعي إسحاق، معتمر قادم من ماليزيا، فيشير الى أن الوقوف بجبل الرحمة يعد موقفا عظيما، حيث لم يتسن له الوقوف بهذا المكان الطاهر، متمنيا أن يتحقق له ذلك بأداء مناسك الحج، ويقول إنه لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء لأنه يقف في مكان وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك حاول القيام بتسجيل ما خالجه من مشاعر يصعب وصفها على الدعامة التي تقف في أعلى جبل الرحمة. هذا المشهد المتكرر في كل عام، يدفع بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة وبالتنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة بإزالة تلك الكتابات على صخور الجبل وإعادة طلاء الدعامة من جديد باللون الأبيض قبل موسم حج كل عام.