رحيل ليدي بيرد جونسون مناصرة البيئة الأولى في البيت الأبيض

أرملة الرئيس الراحل كانت وراء «قانون تجميل الطرق العامة» وحماية الزهور

صورة أرشيفية لها مع زوجها تعود الى عام 1967
TT

ودع الشعب الاميركي أمس ليدي بيرد جونسون، أرملة الرئيس الاميركي السابق ليندون جونسون، التي توفت عن عمر 94 عاماً اول من أمس، متذكراً دورها في تجميل واشنطن وحماية الزهور الاميركية البرية. وعرفت ليدي بيرد باناقتها ودعمها المطلق لزوجها، الذي خلف جون كينيدي بعد اغتياله عام 1963، الا ان اسمها ارتبط خلال الاربعين عاما الماضية بقانون «تجميل الطرق العامة»، الذي خصص 320 مليون دولار حينها لتجميل الطرق العامة في الولايات المتحدة، من خلال زرع الزهور ومنع كثرة اللافتات على الطرقات.

وافادت اليزابيث كريستيان، الناطقة باسم الاسرة، ان كلاوديا التا تايلور، التي عرفت باسم ليدي بيرد، توفيت بشكل طبيعي في منزلها. ولدت ليدي بيرد في 22 ديسمبر (كانون الاول) 1912 وكانت قد التقت زوجها الراحل عام 1934 وسريعاً ما تزوجت به لتعايش صعوده السياسي، الذي تميز خلال الفترة الرئاسية بحرب فيتنام. وكانت جونسون اولى مناصري البيئة في البيت الابيض، حيث كرست جهودها لحماية الزهور البرية وزرع الاشجار، بينما كثفت نشاطها السياسي في اطار دعم قانون «تجميل الطرق العامة» عام 1965، الذي عرف لاحقاً بـ«قانون ليدي بيرد جونسون». وحتى اليوم، يحدد هذا القانون المساحة المتاحة للاعلانات الكبيرة على طرقات الولايات المتحدة كما يسمح بتخصيص مساحات «للمناظر الجميلة» بجانب الطرقات العامة لزرع الاشجار والورود. وضمن اهتمامها بالمظهر الخارجي للمدن، أطلقت ليدي بيرد مشروعا باسم «مجتمع من اجل عاصمة اكثر جمالا» لتحسين العاصمة الاميركية لسكانها وزوارها. ونال المشروع الكثير من الاعجاب وتم تقليده في مدن اميركية اخرى خلال الستينات من القرن الماضي. وعلى الرغم من طبيعتها الخجولة وتفضيلها الابتعاد عن الاضواء، عاشت ليدي بيرد في واشنطن 34 عاماً بسبب عمل زوجها في السياسة الاميركية وانتخابه في مجلس الشيوخ قبل ان يصبح نائباً للرئيس، ومن ثم رئيساً للولايات المتحدة. وخلال 3 عقود من العيش في واشنطن، اشتهرت ليدي بيرد باستضافة افضل حفلات العشاء وعلاقاتها الواسعة مع سيدات المجتمع. واثناء رئاسة جونسون، عرفت زوجته بتأثيرها على قراراته، بالاضافة الى تهدئته عندما كانت عصبيته الشهيرة تسيطر عليه.

وبعد انتهاء ولاية زوجها في البيت الابيض عام 1968، عادت ليدي بيرد الى تكساس لتعيش معه حتى عام 1973، حيث توفي ليتركها تواصل نشاطها لحماية البيئة. واسست مركز الزهور البرية عام 1982، ليصبح احد اهم المراكز المدافعة عن حماية الطبيعة في الولايات المتحدة. وأشاد الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وزوجته السيناتورة هيلاري كلينتون بجونسون، وقالا: «كل اميركي مدين لها، فبسبب اخلاصها للبيئة صدر قانون التجميل وتم تجميل الطرقات وتنظيفها». وأشادا في بيان، حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه، بدعم جونسون لزوجها في «المحاربة من اجل الحقوق المدنية وضد الفقر».

وبعد اكثر من عشرين عاماً على تمرير قانون التجميل، الذي عملت ليدي بيرد جاهدة على تمريره، كرم مجلس النواب الاميركي السيدة الاولى لانجازاتها وعلى رأس الانجازات «جعل البلاد اكثر جمالاً». ونقلت وكالة اسوشييتد برس عن نانسي ريغان، ارملة الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان، قولها ان ليدي بيرد خدمت الشعب الاميركي بشرف، وان الشعب «سيتذكرها زوجة وفية ووالدة محبة».