الفأر الطاهي يستوحي عالم المطاعم الفرنسية

تدرب طاقم الفيلم على الطهي على يد طاه في مطعم فرنسي

مشهد من الفيلم «راتاتوي» («الشرق الأوسط»)
TT

بالنسبة لشخص يعمل في مطعم، فإن مشاهدة فأر يحاول ان يصبح طاهيا ربما لا يكون مثل يوم آخر في العمل. وبالنسبة لمشاهدي السينما فإن فأرا لديه تطلعات في مجال الطهي ربما يكون اكثر اثارة ولا سيما اذا كان فأرا دربه الطاهي المعروف توماس كيلر.

والفأر هو ريمي وهو النجم الكارتوني الفرنسي لفيلم «راتاتوي» من استديوهات بيكسار الذي بدأ عرضه في الولايات المتحدة مؤخرا.

والقصة هي قصة تقليدية، فريمي فأر مهووس بالطعام وحس مميز في الشم، ويحلم بأن يصبح طاهيا. ولكي يحقق ذلك، ينضم الى لينجويني وهو صبي قمامة في مطعم غوستو وهو مطعم باريسي كان يتمتع بشهرة كبيرة ولكن فقد سمعته بعد وفاة طاهيه الرئيسي اوغست غوستو. ويدرب ريمي الصبي على طهي اكلات تبهر حتى ناقد الطعام الشهير انتون ايغو، الذي يتحدث بصوت الممثل البريطاني الشهير بيتر اوتول.

وبالرغم من ان القصة لديها سحرها الخاص، فإن دقة تفاصيل المطبخ المحترف ستلفت انتباه المهتمين بالطعام. كما ان وجبة الاجبان في الفيلم هي نسخة طبق الاصل من تلك التي يقدمها مطعم هيلين داروز في باريس.

فقد حصل طاقم شركة بيكسار على دروس في الطهي، وتناولوا الطعام في مطاعم شهيرة في باريس وعملوا الى جانب الشيف كيلر في مطعم «فرنش لوندري» في يونتفيل بكاليفورنيا. واوضح المنتج براد لويس «باعتباري ممثلا وراقصا سابقا، قضيت وقتا طويلا في المطاعم، ولكن لم تكن لدي أي فكرة عن الفروق الكبيرة بين فرنسا واميركا، ولا سيما في مطاعم الثلاثة نجوم في باريس.

واهتم الفيلم اهتماما كبيرا بعرض كيفية حصول المطاعم على نجوم ميشلان الشهيرة التي تمنح لافضل الطهاة في العالم. ومطعم غوستو في الفيلم هو تجميع لعدة مطاعم باريسية، من بينها غاي سافوي ولو ترين بلو وتاليفون. كما ان وجبة الاجبان في الفيلم هي نسخة طبق الاصل من تلك التي يقدمها مطعم هيلين داروز في باريس. وقد تم اختيار الشخصيات التي تعمل في مطعم غوستو بدقة بالغة. فهناك الطاهي الفظ الذي يعتقد انه قتل رجلا. والمرأة الوحيدة في المطبخ تمثل الفظاظة الفرنسية النمطية. ولكنها تحن في النهاية على صبي القمامة، وتأخذ وقتا كافيا لكي تشرح له ان الحصول على المنتجات الطازجة يتطلب دفع رشوى وان الطريقة الوحيدة للتأكد من ان الخبز الفرنسي طازج هو كسر قطعة منه والسماع لصوت القشرة.

ولا توجد شخصية تفهم ماهية كونك طاهيا عظيما اكثر من ريمي الفأر الذي يشعر بغضب شديد من استخدام صورة غوستو لإعلانات بيع اكلات مجمدة في التلفزيون الاميركي. وعندما يقترح الطاهي الراحل الذي يظهر لريمي كشبح، ان أي شخص يمكنه الطهي فإن رد فعل ريمي سيؤدي الى تصفيق هؤلاء الذين يهتمون بالطهاة مثل اهتمام البعض بلاعبي الكرة. فهو يقول «نعم أي شخص يمكنه ولكن لا يعني ذلك ان على الجميع المحاولة». وقد عمل فريق الفيلم في بيكسار المملوكة لشركة ديزني مع كيلر وغيره من الطهاة لاعداد قائمة طعام للمطعم. ويحمل مايكل وارش مدير البلاتوهات في الفيلم شهادة في الطهي، وقد استخدم المطبخ في استديوهات بيكسر في سان فرانسيسكو لطهي اطعمة لكي يدرسها المصممون. وطوال الفيلم تعمل الشخصيات في اعداد اطباق حقيقية بحيث يشعر المشاهدون بعد الانتهاء من عرض الفيلم بالرغبة في طهي تلك الاكلات التي شاهدوها. الا انه تبين ان تصميم الاكلات عبر الكومبيوتر ليس عملية سهلة. وقالت شارون كلاهان مدير التصوير والاضاءة «لم نرد ان تبدو الاشياء مثل الصور الحقيقية. فإذا ما بدأت في ان تبدو حقيقية، فإنها تصبح متعبة».

وكان من الصعب على سبيل المثال خلق لبابة الخبز على الكومبيوتر لانها مالوفة للغاية. كما كان من الصعب خلق الخضروات الخضراء لاسباب مماثلة. واوضحت شارون كالهان ان «الخس كان صعبا حقا. فالعين البشرية حساسة للغاية لدرجات اللون الاخضر لوجود العديد من الدرجات في الطبيعة». ويمكن للخس ان يبدو لامعا او اخضر/اصفر «الا ان العين تعرف اللون الحقيقي. للخس».

ولكن كلاهان تقول ان التحدي الحقيقي كان في تصوير الطعام السيئ الطعم «كان علينا تخيل أي جزء من الطعام يشي بطعمة السيئ».

ويقول الشيف كيلر الذي اعد كتابا للطهو للاطفال مستوحى من الفيلم انه منبهر من دقة تصوير تفاصيل عملية الطهي والمطبخ ولكنه معجب اكثر بالرسالة التي يقدمها الفيلم «انه يقول ببساطة لا تصدق احدا الا نفسك».

* خدمة «نيويورك تايمز»