48 فيلما في مهرجان جدة السينمائي

«نساء بلا ظل» لهيفاء المنصور يثير جدلا ساخنا بين المثقفين والمتشددين

أمين جدة المهندس عادل بن محمد فقيه، في لقاء مع وسائل الاعلام (رويتر)
TT

ظهرت المرأة السعودية بشكل واضح وكبير من خلال الدورة الثانية لمهرجان جدة للعروض المرئية، الذي تم تدشينه يوم الثلاثاء الماضي برعاية أمين جدة المهندس عادل بن محمد فقيه، وينهي فعالياته غدا الجمعة بعد أربعة أيام من العروض السينمائية لأفلام انتج بعضها محليا وأخرى ضيفة على المهرجان، وذلك في قاعة الشيخ إسماعيل أبو داود بالغرفة التجارية بجدة.

وشهد حفل التدشين عرض فيلمين سعوديين، وهما «طفلة السماء» لعلي الأمير الذي يصور مشكلة العنف الأسري من خلال قصة طفلة تسجل مذكراتها حول علاقتها بأبيها ومقتل والدتها، وفيلم «ليلة البدر» لممدوح سالم الذي يرصد عادات وتقاليد الفرح في منطقة الحجاز في مختلف المناسبات، وأثرها في جيل الشباب.

يشارك في هذا المهرجان 19 فيلماً سعودياً و19 فيلماً خليجياً، بالإضافة إلى 10 أفلام من اليابان وروسيا، حيث يتم عرضها يومياً بدءاً من التاسعة حتى الواحدة صباحاً.

وتحكي الأفلام السعودية الروائية والوثائقية الواقع البيئي والحضاري للسعودية، وأبرزها «طفلة السماء»، إلى جانب فيلم «نساء بلا ظل» الذي تشارك فيه المخرجة هيفاء المنصور في هذا المهرجان.

الأفلام السعودية المشاركة في المهرجان تأرجحت، كما وصفها النقاد، بين التجريب الابتدائي بكل حماسته وفرحته وبين تحقيق لغة بصرية لا بأس بها، الى سقوط بعضها في أخطاء تقنية وفنية قد تؤدي الى انطباع الإلغاء الكامل للمحاولة.

وشهد المهرجان الفيلم الأبرز من خلال مشاركة المخرجة هيفاء المنصور بفيلمها الذي أخرجته عام 2005 بعنوان «نساء بلا ظل» ومدته 45 دقيقة، حيث يتحدث عن ثلاثة أجيال نسائية: الجيل القديم، والجيل المتقوقع، ثم الجيل الثالث الراغب في التحرر، ليلامس هذا الفيلم نقاط حساسة في الثقافة والموروث الاجتماعي السعودي. إذ تناول علاقة المرأة بالرجل، وطرح أسئلة معقدة وبسيطة في الوقت ذاته مثل، لماذا لا تعمل المرأة؟ هل من حق المرأة أن تعمل؟ ما هامش الحرية المتاح أمام الرجل؟ هل يوافق الرجل على خروج المرأة من المنزل وحدها؟ هل تتزوج النساء في السعودية عن حب؟

إلى جانب ذلك عرض الفيلم التحولات التي طرأت على خطاب التيارات الدينية المختلفة، ومن هنا شهد الفيلم جدلاً ساخناً بين الأصوات المثقفة وبين المتشددين.

أما فيلم «طفلة السماء» للمخرج علي الأمير، حيث تؤدي فيه الطفلة سلمى نبيل شخصية طفلة تقع ضحية عنف عائلي، تروي مذكراتها حول مخاوفها وأحداث حياتها الأليمة، ولكن ما أعيب على هذا الفيلم، هو أن الطفلة تتحدث بلغة فوقية مبالغ فيها، الأمر الذي جعل المشاهد محتاراً في قدرة «البروفيسورة الصغيرة» على ترديد تلك الكلمات الكبيرة التي لا يحسن قولها سوى نخبة المجتمع.

المخرج السينمائي ممدوح سالم مدير المهرجان أوضح أن هذا المهرجان الذي يعد أحد الفعاليات الرسمية ضمن «مهرجان جدة غير 28» يعد أبرز الفعاليات السياحية الثقافية في السعودية، مشيراً إلى أن المهرجان استقبل الجمهور خلال الفترة المسائية مجاناً، وذلك دعماً وتشجيعاً لهذا النوع من السياحة.