بات اسم «أسوار الحوامل» ماركة أو علامة تجارية يطلقها السعوديون على أي جسر أو ممشى تنشئه أمانة أو بلدية أو ادارة حكومية، ويتحول مع مرور الأيام الى مكان يجذب اليه من يرغبون في تخفيف اوزانهم، أو من يرغب في ممارسة رياضة المشي. هذه الأماكن الشهيرة لم تعد حكرا على الحوامل، بعد ان دخل المصابون بالسمنة وهواة المشي كأصدقاء جدد لها، وان كانت منافستهم في المشي لم تفلح في تغيير التسمية الشهيرة.
واسوار الحوامل هي في الأصل شوارع تمتد حول أسوار الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية، وكانت خاصة بالحوامل لممارسة رياضة المشي، لما لهذه الرياضة من أهمية بالنسبة لهن، ثم تطور الأمر فأصبحت أماكن ممارسة الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بالسمنة والسكري وأمراض ضغط الدم المنتشرة بكثرة في السعودية.
وحول هذا الموضع أوضح فهد سالمين الخمبشي وإبراهيم الحلو، أنهما من الممارسين لرياضة ركوب الدرجات الهوائية، وأن ممارسة هذه الرياضة في الحي تسبب لهم الكثير من الإحراج «بحكم العادات والتقاليد التي تجد هذا النوع من الرياضة غير مناسب للكبار، وكأن مفهوم ركوب الدرجات اقتصر عند بعض الناس على الأطفال فقط، فلم نجد مكانا نمارس فيه هذه الرياضة إلا هذا المكان».
وأوضح جمال محمد وأحمد عايش اللذان كانا يمارسان رياضة الجري في هذا المكان، أن حضورهم للمكان كان بسبب قرب منزلهم منه، وحضورهم لممارسة رياضة الجري وتبادل أطراف الحديث. ويقول عايش انه لا يواجه أي إحراج من حيث أن هذه الأماكن مخصصة للحوامل فقط، مبيننا أنها كانت في السابق بهذه الصفة، وأما الآن فهي أماكن للجميع. من جهتها ذكرت أم محمد، وهي موظفة في إحدى المؤسسات الخاصة، أنها تحضر لهذا المكان لممارسة رياضة المشي بعد الجلوس لفترات في المكتب، وأشارت أيضا بأنها تحضر مع أطفالها الذين يجدون المكان ممتعا، فهو اكثر آمانا لهم لركوب الدرجات الهوائية والسكورتر، وتضيف لهم جوا آخر غير جو المنزل.
وهذا ما أكدته أروى، وهي إحدى الفتيات التي تمارس رياضة المشي في المكان بقولها، إن وجود مثل هذه الأماكن مهم لممارسة الرياضة للكبار والصغار معا لما لرياضة المشي من أهمية للجسم، وهي ليست مقصورة على الحوامل وأصحاب الأمراض فقط، خصوصا مع ندرة وجود أماكن ممارسة الرياضة النسائية في السعودية مع ازدياد نسبة السمنة.