صناعة سيارات أجرة لندن السوداء تنتقل إلى شنغهاي

مشروع جديد مع الصين سيجعلها عالمية

سيارات الأجرة التي كانت من معالم لندن ستصبح متوفرة في العديد من أنحاء العالم (أ.ب)
TT

تعتبر سيارات الاجرة السوداء في لندن من ابرز معالم بريطانيا واكثرها شهرة حول العالم. وبينما ارتبطت هذه السيارات دوماً بالعاصمة البريطانية الا انها ستنتشر حول العالم خلال اشهر، بعد مشروع تجاري جديد لشركة «مانغانيز برونز» المالكة لها. فمنذ انتشارها في شوارع لندن في الاربعينات من القرن الماضي، صنعت السيارات في مصنع «مانغانيز برونز» البريطانية الواقع في مدينة كوفنتري. وبينما كانت اصوات الماكينات والعمال في مصنع «مانغانيز برونز» تتنافس مع اصوات شركات السيارات البريطانية الاخرى عبر العقود الماضية، الا ان تقليص صناعة السيارات في المملكة المتحدة جعل مصنع شركة سيارات الاجرة من المصانع القليلة العاملة اليوم في كوفنتري، حيث مازال تصنيع جزء كبير من السيارات فيها يدوياً، بل اصبحت الشركة اكبر شركة لصناعة السيارات في بريطانيا. لكن منذ اكتوبر (تشرين الاول) اصبح للبريطانيين شريك صيني، اذ اشترت شركة «غيلي اوتوموبيل» الصينية 23 في المائة من الشركة. ويأتي ذلك ضمن مشروع «مانغانيز برونز» لتوسيع نشاطها من خلال تأسيس شركة مع «غيلي» لتصنيع سيارات الاجرة اللندنية في الصين بتكلفة اقل وتصدير اوسع الى كافة ارجاء الكرة الارضية بحلول صيف 2008. وتملك الشركة البريطانية 48 في المائة من الشركة الجديدة التي تحمل «شانغهاي ال. تي. أي»، ولها الحق في بيع سيارات الاجرة التي تصنع في الصين في الاسواق خارج آسيا التي تبقى بيد الشركة الصينية. وفي حديث مع صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، شرح المدير التنفيذي لشركة «مانغانير برونز» جون راسل الخطط الجديدة لـ«تاكسي لندن»الشهير، مؤكداً انه سيكون جاهزاً للتصدير بعد فتح مصنع جديد في شانغهاي لتصنيعه. وقال راسل ان خفض تكاليف التصنيع من التكلفة الحالية، وهي بين 28 و 30 الف جنيه استرليني، الى 15 الفاً في المصنع الجديد سيعني تصدير حوالى 40 الف سيارة خلال سنتين. وهذا عدد كبير بالمقارنة مع التصنيع الحالي للسيارات الفريدة من نوعها، اذ ينتج مصنع كوفنتري حوالى 3 آلاف سيارة سنويا فقطً، ولم يباع منها سوى 92 العام الماضي خارج بريطانيا. واكد راسل لـ«الغارديان»: «نحن شركة تصنيع بريطانية صغيرة لدينا فرصة هائلة»، موضحاً: «الشركة المشتركة هي افضل طريقة لتحقيق هذه الفرصة». وأضاف: «نحن نملك ايقونة، فهي رمز ظاهر رائع لبريطانيا ومعروفة في اي مكان من العالم». وقد عين راسل في منصبه في مارس (آذار) الماضي بسبب خبرته الواسعة في الشركات العالمية كان آخرها تسعة اعوام في شركة «هارلي-ديفيدسون» لصناعة الدراجات النارية. ويتطلع راسل الى نشر سيارات الاجرة حول العالم، بالاضافة الى نقل مفاهيم شركة سيارة الاجرة ذات الجودة العالية والخدمة الممتازة التي اشتهرت بها سيارات اجرة لندن السوداء. وابدى راسل تفاؤله لمستقبل شركته مع زيادة الحاجة لسيارات الاجرة حول العالم، قائلاً: «نحن الشركة الوحيدة في العالم التي تختص في صناعة سيارات الاجرة ومجال سيارات الاجرة يتسع يومياً، وذلك يعطينا فائدة استراتيجية جيدة».